وقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة كبرى الفصائل المسلحة في دارفور في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010 اتفاقًا إطاريًا، ووقفًا لإطلاق النار؛ يمهد لإجراء مباحثات لإنهاء النزاع المسلح في الإقليم. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير لدى مخاطبته الجالية السودانية في قطر مساء الاثنين أنّ الاتفاق سيكون بداية النهاية للحرب في إقليم دارفور، ويعم السلام في الإقليم قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والعامة في السودان في أبريل المقبل، حسبما أفادت قناة "الجزيرة" الفضائية. وبالتزامن مع ذلك وقع في الدوحة اليوم اتفاق يُوحد بين حركة تحرير السودان القوى الثورية، وتضم ست حركات وبين مجموعة خارطة الطريق الّتي تضم ثماني حركات تحفظت أربع منها على الاتفاق. وقد اختارت الحركات المتحدة والموجودة جميعها في الدوحة اسمًا جديدًا لها، هو حركة التحرير للعدالة وأُسندت رئاستها إلى الدكتور التيجاني سيسي، وهو زعيم دارفوري كان حاكما سابقا لإقليم دارفور. وذكر الناطق الرسمي باسم اللجنة الفنية لخارطة الطريق تاج الدين بشير نيام أنّه يبشر أهل السودان بالاتفاق على توحيد المقاومة المسلحة في دارفور بين حركة أهل السودان (القوى الثورية) التي تمت ترتيباتها بكفرة بليبيا، ومجموعة خارطة الطريق التي تمت ترتيباتها بأديس أبابا، برعاية المبعوث الأمريكي. وقال: إنّ توحيد المقاومة هو "أحسن بشرى نقدمها لأهلنا اللاجئين والنازحين من دارفور"، موضحًا أنهم سيبقون مستعدين للسلام، ولكن "مع السلام المشرف الّذي يُعطي لأهلنا من النازحين واللاجئين حقوقهم المشروعة". وأضاف عند سؤاله عن تحفظ مجموعته على اتفاق الإطار، الذي سيتم توقيعه هذا المساء بالدوحة: "إنّنا لم نبد فقط بعض التحفظ، بل أبدينا كل التحفظات، لأننا لا ندري كنّه اتفاقية الإطار، التي يتم التوقيع عليها". وأشار نيام إلى أنهم يرحبون بالجهد الذي بذله الإخوة من تشاد وليبيا ومصر وإريتريا، ولكنّه أوضح أنهم لا يمكن أن يكونوا طرفًا في شيء "لم نكن جزءًا منه، لأنّنا لا نستطيع أن نتنبأ بما في ذلك الاتفاق". وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة الفنية لخارطة الطريق: "نحن لم نكن جزءًا من هذا وسوف نظل، ولكننا نعاهد الإخوان إن شاء الله، على أننا سوف نوقع اتفاق سلام شامل مع كل السودان، يغطي كافة الوقائع وكافة القضايا، ويكون ملكًا لكل السودان وشعب دارفور، وليس ملكًا لحركة أو جناح".