شدد مشاركون في لقاء أقليمي نظم أخيرا بمقر عمالة إقليم اشتوكة آيت باها حول البيئة والتنمية المستدامة، على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعبئة الموارد المائية السطحية لمواجهة الخصاص المائي المحتمل في المستقبل القريب بالإقليم. ووقف المشاركون، خلال هذا اللقاء، على الانعكاسات السلبية للوضعية البيئية على النسيج الاجتماعي والاقتصادي بالإقليم، خصوصا في المناطق التي تعتمد على الفلاحة المسقية بسهل اشتوكة آيت باها وماسة، بالإضافة إلى الصعوبات المتزايدة في تزويد ساكنة بعض الجماعات بالماء الشروب نتيجة انعدام الموارد المائية، وتقلص الأنشطة الاقتصادية المعتمدة على القطاع الغابوي. ودعا المشاركون إلى إيلاء العناية لبرامج التشجير، وحماية المناطق المهددة بالتصحر، وتنمية المناطق الخضراء بالمراكز الحضرية والقروية، علاوة على تعميم وتسريع إنجاز برامج التطهير السائل، وتطوير برامج إعادة استعمال المياه العادمة في سقي المساحات الخضراء. كما تمت الدعوة خلال اللقاء إلى معالجة الاختلالات البيئية المرتبطة بالقطاع الفلاحي وبالانتشار المكثف للنفايات في المحيط المسقي، مع ضرورة إشراك الجمعيات المهنية في تدبير هذه القضايا دون إغفال القيمة البيئية للمنتزه الوطني لسوس ماسة، واعتباره نقطة قوة للجماعات المعنية ينبغي توظيفها في مجال السياحة الإيكولوجية. وأبرزوا أن الموقع الجغرافي والتغيرات المناخية تتحكم في مجموعة من التحولات البيئية بالإقليم، والمتمثلة أساسا في النقص المتزايد للتساقطات المطرية وانعكاسها السلبي على الموارد المائية الجوفية والسطحية بعدد من الجماعات، بالإضافة إلى تقلص المساحات المغروسة والغابوية وانتشار ظاهرة التصحر والاستغلال العشوائي لغابة الأركان في المناطق الجبلية.وفي نهاية اللقاء، الذي يأتي في سياق الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم الأرض، تمت دعوة رؤساء الجماعات المحلية إلى تضمين الاهتمام بالمجال البيئي في مجمل البرامج والمخططات التنموية، وتخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذها لمواجهة الإكراهات التي تهدد الموارد الطبيعية بالإقليم، والتي تستدعي اتخاذ إجراءات مستعجلة.