تحت عنوان "الذراع الطويلة" ذكرت الصحافة الصهيونية الصادرة يوم الأحد (31-1)، أن اغتيال القائد القسامي محمود المبحوح (أبو العبد) انعكس بالرضا على "إسرائيل"، موضحة أنه (المبحوح) "كان من كبار المسؤولين عن شبكة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجناحها العسكري منذ قيامه باختطاف جنديَّيْن "إسرائيليَّيْن" قتلهما عام 1989 وتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة". واعترفت الصحف أن من قام بتصفيته هم فرقة اغتيال مدربة هربت من إمارة دبي قبل اكتشاف جثته بساعات بعد أن دخلت غرفته في الفندق وصعقته بجهاز كهربائي ثم قامت بخنقه. المهرب الأول وتحت عنوان "المهرب رقم 1" تكهنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ببعض الطرق التي كان الشهيد المبحوح يقوم بها من أجل خدمة المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أن ملف المبحوح لدى الاستخبارات الصهيونية يستجيب لتعريف "خطر واضح وفوري". وألمحت الصحيفة قائلة: "الذراع الطويلة ل"الموساد" -إذا كانت "حماس" محقة بالفعل- تقف خلف تصفية محمود المبحوح الذي كان مسؤولاً في "حماس" عن شبكة تهريب السلاح ووسائل القتال إلى غزة" بحسب زعم الصحيفة. وأضافت: "إن الحاجة إلى تعطيله لم تنبع فقط من التطلع إلى إغلاق الحساب معه على اختطاف الجنديَّيْن "إيلان سعدون" و"آفي ساسبورتس" وقتلهما في العام 1989". أبرز المطلوبين للاحتلال وأضافت: "بعد الاختطافات أصبح المبحوح أحد الأسماء البارزة في قائمة "مطلوبي إسرائيل"، وفرَّ من غزة إلى ليبيا، ومنها وصل إلى مخيم لاجئي اليرموك المجاور لدمشق، وأصبح المبحوح أمين سر المسؤول عن أموال حركة "حماس" عز الدين خليل، وركز الرجلان على إقامة مراكز للتبرُّع ل"حماس" في عدة مجتمعات إسلامية غنية في العالم" كما ادعت الصحيفة. وزعمت الصحيفة: "لمرة واحدة اعتقل خليل، ولكن أفرج عنه بعد وقت قصير، أما المبحوح فإنه حتى لم يعتقل وواصل نشاطه، وقد اكتفى بتجنيد التبرُّعات، وبدأ أيضًا ينظم إرساليات من نشطاء "حماس" من غزة للتدريب في إيران". المبحوح منفذ مهم وذهبت الصحيفة الصهيونية إلى القول إنه "في أيلول (سبتمبر) 2004 "صُفِّي" عز الدين خليل في انفجار "غريب" في قلب دمشق، وورث المبحوح بعضًا من المهمات التي كان مسؤولاً عنها رفيقه الراحل"، وادعت الصحيفة الصهيونية أن المبحوح كان له دورٌ تنفيذيٌّ مهمٌّ في عمليات توفير الأموال لحركة "حماس" وجناحها العسكري، وقالت: "عمل من دمشق، ولكنه أكثر من السفر إلى إيران ودول الخليج؛ حيث كان ينظم من هناك بعضًا من الإرساليات، بل إن المبحوح كان يحضر عدة تجارب وعروض لوسائل قتالية جديدة التطوير". وزعمت الصحيفة أن الإصابات التي تلقتها إرساليات السلاح إلى "حماس" في الفترة الأخيرة (بما في ذلك الهجمات في السودان العام الماضي التي تعزى إلى سلاح الجو) -حسب الصحيفة- أجبرت المبحوح على أن يوظف جهودًا كبيرة جدًّا في إخفاء الإرساليات ونقلها في مسارات جديدة وأصيلة إلى غزة، وهذا هو السبب لوجوده في دبي؛ حيث لاقى حتفه، كما قالت. تفاصيل مثيرة تكشفها "تايمز" وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية قد كشفت في عددها الصادر الأحد (31-1-2010م) عن أن فرقة قتلة محترفين اغتالت القيادي في كتائب "الشهيد عز الدين القسام" محمود المبحوح في العشرين من الشهر الجاري. وقال مراسل الصحيفة "عوزي ماحنئيمي" في تل الربيع (تل أبيب): "إن فرقة الاغتيالات الخاصة -التي لم يحدِّد هويتها- تمكَّنت من اغتيال المبحوح خلال وجوده في "فندق البستان روتانا" في دبي". وأضاف المراسل أن القتلة حقنوا المبحوح بمخدِّر يتسبَّب بنوبة قلبية؛ وذلك لإظهار الوفاة وكأنها جاءت نتيجةً لذلك، وهو ما شخَّصه الأطباء المحليون في دبي بداية الأمر. وأوضح أن القتلة صوَّروا جميع الوثائق التي كانت بحوزة القيادي في "القسام"، ووضعوا لافتة "الرجاء عدم الإزعاج" على باب غرفته في الفندق بعد اغتياله. وأشار إلى أن العاملين في الفندق عثروا على جثمان المبحوح في الغرفة عقب الغداء في يوم (20-1) المنصرم، وسجِّلت الوفاة من قِبَل الأطباء على أنها نوبةٌ قلبيةٌ، دون الإشارة إلى آثارٍ تدلُّ على ارتكاب الجريمة. وبعد تسعة أيام من الوفاة أُرسلت عيناتٌ من دم المبحوح إلى العاصمة الفرنسية باريس للفحص والتحليل الجنائي، وهو ما أظهر آثارًا للسموم في جسده. وتتوافق رواية "تايمز" مع الرواية التي أعلنتها حركة "حماس" حين موت المبحوح؛ من أنه توفي من جرَّاء نوبة قلبية، ثم تأكد للحركة أن وفاة الشهيد المبحوح لم تكن وفاةً طبيعيةً وإنما كانت اغتيالاً، وهو ما أثبتته "تايمز".