أكدت كتائب "الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المعركة مع العدو الصهيوني داخل حدود فلسطين التاريخية، والاحتلال يحاول تغيير قواعد اللعبة وتوسيع دائرة حربه على الشعب الفلسطيني وعلى المقاومة وعليه أن يتوقع أي شيء. وأضاف أبو عبيدة في تصريح صحفي نشره موقع "القسام" الإثنين (1-2-2010م): "منذ تبيَّن أن العدو الصهيوني هو الذي يقف وراء اغتيال القائد محمود المبحوح؛ فإن "كتائب القسام" وعدت بأنها ستردُّ، وأن دم الشهيد محمود المبحوح لن يذهب هدرًا، وأن هذه الجريمة سيعاقب عليها الكيان الصهيوني الذي ارتكبها بهذه الطريقة الغادرة، وبإذن الله تعالى العدو الصهيوني لن يفلت من العقاب على قدر هذه الجريمة التي ارتكبها، لكنَّ طبيعة هذا العقاب نحن نحدِّدها في الوقت المناسب والمكان المناسب وبالطريقة التي نراها مناسبةً". وأكد الناطق الإعلامي أن اغتيال الشهيد المبحوح لن يؤثر في عمل "كتائب القسام"، وإن كان فراق مثل هؤلاء القادة العظام الذين قضوا حياتهم في سبيل الله ثم في سبيل وطنهم صعبًا إلاَّ أن هذا الغياب لن يؤثر في مسيرة "كتائب القسام"، فالشهيد المبحوح خلَّف عشرات القادة أمثاله، الذين سيواصلون المسيرة بإذن الله تعالى على نفس الطريقة". رسالة للعرب والمسلمين وأشار أبو عبيدة إلى أن "العدو الصهيوني يريد أن يقول بأنه يستطيع أن ينفِّذ اغتيالات أينما يريد، وهذه بالدرجة الأولى رسالة ينبغي أن يلتقطها العرب والمسلمون الذين يستبيح الموساد الصهيوني أراضيهم في كل مكان، وهذه الرسالة يجب أن يكون الرد عليها على حجم هذه الجريمة وهذا الاختراق وهذا العبث بالأمن القومي العربي، أما بالنسبة لنا فنحن نقول بأن هذه النهاية هي نهاية متوقعة لشهيد قائد مجاهد كبير مثل محمود المبحوح، وهذه الرسالة نحن سنردُّ عليها برسالة بإذن الله تعالى، وعلى العدو الصهيوني أن يعرف أن هذه الاغتيالات لن تزيدنا إلاّ قوةً". وأكد الناطق الإعلامي "أن العدو الصهيوني هو الذي يقف وراء العملية عبر جهاز الموساد الصهيوني، وهناك أدلة وبراهين قاطعة على هذا الأمر..، نحن أعلنَّا عن بعضها وما زلنا نتحفَّظ عن بعض المعلومات والتفاصيل، سنعلنها في الوقت المناسب، لكن كل المؤشرات الموجودة لدينا والموجودة لدى أطراف أخرى في التحقيق تؤكد أن الموساد الصهيوني هو الذي نفَّذ هذه العملية على غرار عمليات سابقة، لذلك نحن لا نشك أبدًا في أن الاحتلال الصهيوني هو الذي يقف وراء هذه العملية". المبحوح باستشهاده يلخِّص مسيرة هذه الحركة وقال أبو عبيدة: "رسالتنا في مثل هذه المواقف هي رسالة الثبات والتحدي لغطرسة العدو الصهيوني وعنجهيته، وأن هذا الأسلوب الفاشل الذي يتبعه الاحتلال الصهيوني من خلال التصفية الجسدية التي يسميها الاحتلال الصهيوني الإحباط المركَّز، لكنَّ هذا الإحباط سينقلب على العدو الصهيوني بإذن الله تعالى وسينقلب السحر على الساحر". وأكد خلال حديثه "أن هذا القائد يختصر مسيرة حركة قدمت قادتها قبل جنودها.. هو بدأ من الجهاد وأسر الجنود والمطاردة من قبل العدو الصهيوني، وهدم بيته وكذلك الإبعاد إلى الخارج، ومن ثم مواصلة الطريقة، ثم اختتمها بالشهادة.. هذه مسيرة حركة "حماس" وكتائبها "كتائب القسام"؛ فهو باستشهاده يلخِّص مسيرة هذه الحركة وهو بإذن الله تعالى سيكون نبراسًا يهتدي به من بعده من المجاهدين والقادة، ونحن كذلك نؤكد أن هذا الاغتيال لا يعني نجاحًا واختراقًا صهيونيًّا كما يحاول البعض ترويج ذلك.. نحن قياداتنا ومجاهدونا ومطاردونا يأخذون كل أسباب الحيطة والحذر، ويأخذون بالأسباب ويعتبرون ذلك واجبًا شرعيًّا ودينيًّا ووطنيًّا".