حدثنا عن وضع القدس حاليا؟ القدس تمر في أوضاع صعبة للغاية، إذا قلت لكم إنها تمر في أحلك أوقاتها فأنا صادق، القدس الآن تقوم إسرائيل بتحويلها إلى مدينة يهودية، بطمس معالمها العربية والإسلامية، بارتكاب جرائم تطهير عرقي على نطاق واسع، ضد أبناء القدس وأهلها، تقوم بمصادرة أراضيهم وبهدم بيوتهم، وإقامة المستوطنات فيها، تقوم بالتضييق على أهلها في أرزاقهم وفي لقمة عيشهم، أما الحفريات فتتم تحت المسجد الأقصى، والوضع صعب للغاية، لا يمكن السكوت عنه، فهذه الحفريات تهدد بنيان المسجد، وأدت إلى انهيارات في ساحاته، وإلى تشققات في جدرانه، إسرائيل قامت بإزالة الصخور من تحت أساسه، وهو الآن معلق في الهواء، إسرائيل الآن تراهن على هزة أرضية أوزلزال ليسقط المسجد، لتقيم الهيكل المزعوم في مكانه، هكذا يزعمون وهكذا يخططون، فالأمة تستطيع أن تقوم بالشيء الكثير لحماية القدس والمسجد المبارك، ولكن للأسف القدس تضيع من بين أيدينا، والأمة في سباة عميق. عندما أحرق المسجد الأقصى المبارك، تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي، كيف تقيمون أداءها في نصرة الأقصى الشريف؟ المظهر الوحيد لعمل منظمة المؤتمر الإسلامي هو عمل لجنة القدس، التي أنشأت بيت مال القدس الشريف، وتقوم بالدعم المالي لتثبيت صمود أهل القدس في مواجهة المخططات الصهيونية، وماعدا ذلك فهي مؤتمرات وقرارات وتوصيات ليست في مستوى الحدث، نحن سنظل نناشد، ونطلب الدعم والنصرة من أبناء أمتنا، ونطالب المجتمع الدولي بأن يقوم بواجبه من أجل تطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية، في الأراضي المحتلة، لمنع إسرائيل من القيام بانتهاكات صارخة لهاته القوانين، وحقوق الإنسان في القدس وفي كل أرض فلسطين، والآن نحن نناشد بيت مال القدس، من أجل إطلاق حملة دولار من أجل القدس الشريف، وأكيد أن الدولار على الدولار سيسهم في مواجهة المخططات الصهيونية، التي تستهدف الوجود العربي الإسلامي في القدس الشريف، لا نستهون هذا الأمر، إذا ما نفذ هذا المشروع على نطاق واسع، سيكون له أثر إيجابي. أين يتجلى ارتباط المغاربة بالقدس، حيث يوجد هناك باب للمغاربة؟ الرابط العقدي والعاطفي والوجداني بين القدس وأهالي المغرب والمغاربة ظاهر وجلي منذ قديم الزمان، إذ نجد الرحالة المغاربة الذين انضموا إلى جيش صلاح الدين الأيوبي، وقاموا بتحرير بيت المقدس، وآثروا أن يسكنوا في بيت المقدس، فالشعب المغربي هو شعب حي، كانت له مواقف رائعة في مساندة القضية الفلسطينية، لا ننسى المسيرات المليونية التي خرجت تندد بإجراءات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، نحن حينما نأتي إلى المغرب نشعر أننا نعيش القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وجزئياتها، عند كل أبناء الشعب المغربي، سواء القادة أو العلماء أو المفكرين، وحتى في الشارع نجد أنهم يعيشون القضية الفلسطينية، وهي على رأس سلم أولياتهم وتفكيرهم.