كما كان متوقعا، وافق المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار على إقالة مصطفى المنصوري من رئاسة الحزب، وانتخاب صلاح الدين مزوار، وزير المالية، رئيسا جديدا بأغلبية مطلقة، فيما كانت ترشيح رشيد الساسي الوجه غير المعروف في انتخابات الرئاسة، والذي لم يحصل إلا على 8 أصوات من باب تجميل العملية الانتخابية وإعطائها بعدها الديمقراطي كما صرح بذلك. وفي الوقت الذي حضر جل أعضاء اللجنة المركزية ال32 منهم كل الوزراء في الحكومة الحالية والمعفيين في التعديلات الأخيرة، لم تنجح كل محاولات مزوار في استقطاب الرئيس المؤسس للحزب أحمد عصمان، والذي قيل إنه نأى بنفسه عن الصراعات السياسية بين أبنائه الحزبيين. وكانت وكالة المغرب العربي للأنباء قد أعلنت مزوار رئيسا لحزب الأحرار قبل ظهور النتائج في المجلس الوطني الذي عقد بقصر المؤتمرات بمراكش يوم السبت 23 يناير 2010وحضره أزيد من 600 مشارك جلهم من الأعيان ومن أبنائهم، حيث نشرت في الساعة الرابعة عشرة و17 دقيقة قصاصة عنونتها ب نبذة عن حياة صلاح الدين مزوار الرئيس الجديد للتجمع الوطني للأحرار فيما لم تنشر خبر التصويت إلا في الساعة التساعة عشرة و31 دقيقة. وصوت المشاركون في بداية الأمر برفع الأيدي قبل أن يرشح الساسي نفسه إلى منصب الرئاسة. وامتعظ أغلب الحاضرين من هذا السلوك وووجه بانتقادات مهينة، لاسيما أن الجميع كان يستعد لإطلاق سراحه من أجل تناول وجبة الغذاء التي تأخرت إلى السادسة مساء، فيما أكد محمد بوسعيد عضو اللجنة المركزية أن ترشيحه لم يكن جديا وجاء مفاجئا للجميع. وحاول مزوار فور انتخابه طمأنة منتصريه بالقول إن اندماج الحزب في حزب آخر مستبعد، وأنه سيستقطب 200 ألف عضو مع نهاية السنة الجارية. وباستثناء تلك الخرجة بدا كل شيء محسوما لصالح مزوار، الذي أعطى تصريحات صحفية نارية قبيل بدء المجلس الوطني، كما ألقى في بداية المجلس في الحاضرين خطابا مطولا من 33 صفحة لأزيد من ساعة ونصف، انتقد فيه بشدة سياسة المنصوري، واعتبر مرحلته مرحلة التدبير الكلاسيكي، وأشار إلى أن انقلابه الأبيض عليه لحظة تاريخية لا تتكرر دائما، مشيرا إلى أن الهيئة السياسية التي لا تواجه أخطاءها بجرأة وحزم تحكم على نفسها بالانهيار، وأضاف في خطابه أن الحركة التصحيحية التي تجمع مناضلي الحزب في هذا اللقاء، جاءت لإخراج الحزب من مرحلة الأزمة وضعف الأداء. وكان مثيرا أن يتكرر في خطاب مزوار التشديد على نزاهة الانتخابات التي غرفها المغرب منذ سنة ,2001 والتركيز على خلق قطب جديد قوي في أفق انتخابات 2012 قادر على أن يكون القوة الأولى في البلاد، في إشارة إلى تقاربه مع حزب الأصالة والمعاصرة، ولما لا الاندماج داخله كما يرى العديد من المراقبين. وتحدث مزوار عن الليبرالية الاجتماعية كهوية إيديولوجية للحزب، مشيرا إلى أن مستقبل العمل السياسي هو مستقبل التقاطبات السياسية، وأن من آليات التنظيم المرونة واللاتركيز والحركية والعلاقات الدائمة.