من المنتظر أن يحل، اليوم الجمعة، بمقر الحزب الكائن بالرباط رئيسُ حزب التجمع الوطني للأحرار السابق، مصطفى المنصوري، لتسليم رئاسة الحزب إلى الرئيس الجديد صلاح الدين مزوار الذي انتخب لشغل هذا المنصب من طرف غالبية أعضاء المجلس الوطني يوم السبت الماضي بمدينة مراكش. وكشفت مصادر مطلعة أن المنصوري ما يزال يعيش على «وقع الصدمة» رغم إرسال مزوار لعدد من أعضاء الحزب من أجل محاولة إقناع الرئيس السابق بتقبل «الأمر الواقع» الذي فرضته الحركة التصحيحية بقيادة وزير المالية صلاح الدين مزوار، وهو الواقع الذي حسمت فيه محكمة الاستئناف بالرباط، عشية انعقاد المجلس الوطني بالمدينة الحمراء، حين أيدت الحكم الابتدائي الذي رفض طلب المنصوري بإيقاف عقد اجتماع المجلس الوطني للحزب الذي دعت إليه الحركة التصحيحية، لتوصل مزوار برسالة تهنئة من الملك محمد السادس، مما اعتبر «نهاية فعلية»، على حد تعبير مصادر «المساء»، لرئاسة المنصوري لحزب الحمامة. في سياق ذلك، علمت «المساء» بأن مقر الحزب بالرباط شهد حركة دؤوبة منذ مساء يوم السبت الماضي، عندما نقلت الأخبار انتخاب مزوار رئيسا جديدا للحزب، حيث سارع عدد من الأشخاص، الذين كانوا يعملون إلى جانب الرئيس السابق، إلى جمع أمتعتهم ومغادرة المقر، فيما سادت حالة «ذهول وتخوف» في صفوف عدد من التقنيين والصحافيين الذين كانوا يعملون ضمن طاقم جريدة «الأحرار»، التي كانت غير منتظمة الصدور والتي وصفها مزوار بكونها جريدة «الكواليس» وبكونها غير معروفة. وأضافت مصادر «المساء» أن المقر الحزبي بات خاليا إلا من بعض المساعدات اللائي يعتبرن عاملات لفائدة الحزب، بالإضافة إلى حارس الباب، فيما غادر أيضا صحافيو وتقنيو الجريدة المقر مؤقتا، تقول المصادر التي أكدت عدم رغبة مزوار في التخلي عنهم لأنه ينوي فقط إعادة هيكلة إعلام الحزب. في سياق ذلك، كشفت مصادر مقربة من مزوار أن الأخير شرع، منذ مدة، في إجراء اتصالات بشركة متخصصة في مجال الاتصال من أجل التوصل إلى تصور لجريدة يومية تكون منافسة لباقي الجرائد الوطنية وتتمتع بمزيد من المهنية في مجال الصحافة ويحتفظ خطها التحريري بمجال أوسع من الحرية في إطار علاقتها بالحزب، مضيفة أن الرئيس الجديد يريد أيضا إعادة بناء مقر الحزب وتوسيعه. وأضافت مصادر «المساء»، التي حذرت مزوار من السقوط في «أخطاء البداية»، أن محمد بوسعيد، الوزير السابق وأحد الذين قادوا الحركة التصحيحية، «مرشح بقوة» لتولي منصب مدير مقر الحزب خلفا لعزيز الحسين الذي غادر مقر حزب الحمامة وانتقل إلى القصر الملكي منذ ما يزيد على السنة لإدارة المدرسة المولوية. يذكر أن صلاح الدين مزوار تزعم حركة تصحيحية قبل بضعة أشهر داخل حزب عصمان، وانضم إليه العديد من أعضاء المجلس الوطني واللجنة المركزية واللجنة التنفيذية، مما جعل الضغط يتزايد على المنصوري الذي اضطر إلى منح مزوار تفويضا لتسيير شؤون الحزب سرعان ما تراجع عنه، بعدما اتضح لرئيس مجلس النواب أن مزوار يتجه نحو «الإطاحة» به، لتتبع ذلك دعوة متزعم الحركة التصحيحية إلى عقد مجلس وطني تقدم على إثرها المنصوري بدعوى استعجالية للطعن في الاجتماع، إلا أن المحكمة رفضت ذلك الطلب، وهو الرفض الذي أيدته محكمة الاستئناف أيضا، ليتم عقد المجلس الوطني وينتخب مزوار رئيسا جديدا لحزب الحمامة بعدما حصل على 610 أصوات مقابل 8 أصوات لفائدة منافسه المغمور رشيد الساسي.