استنكر عدد من زوار المعرض الدولي للسياحة المقام بمراكش تقديم منتجات كازينوهات القمار ضمن المعرض، وتوزيع منشورات لتشجيع المواطنين للدخول إلى عالمه، وإغوائهم من قبل الكازينو بطمبولا للفوز بسيارات، فيما انسحب عدد من المدعوين من الحفل الذي أقامه المجلس الجهوي للسياحة يوم الجمعة بفندق رويال ميراج وحضر فيه الخمر بشكل غير مسبوق، وقدمت فيه أغاني راقصة غربية. وفي الوقت الذي رفض أحد المسؤولين عن المعرض التعليق على مثل هذه الأمور، أشار أن المعرض الذي ينتهي أمس الأحد بعد أربعة أيام من افتتاحه، حقق نجاحه المنتظر بزيادة في عدد العارضين والزوار، فيما أكد عدد من المتتبعين أن مستوى المعرض انخفض عن السنة الماضية، مشيرين أن السياحة الوطنية لها من المقومات ما يجعلها رائدة على المستوى الإقليمي والعربي، لكن لا يتم استغلالها بالشكل الجيد، وأن هذه الممارسات تسيء إليها، وضرب أحد المتحدثين في مجال السياحة، فضل عدم ذكر اسمه أن تونس مثلا عرفت كيف تستغل مناسبة المعرض لتستقطب أكثر المنعشين باعتمادها على سياحة القرب وما يسمى بالسياحة المسؤولة. وأضاف أن المعرض بدأ الخميس، وبدأت مشاكله أولا بمنع الصحفيين من تتبع أشغاله من قبل المسؤولة عن الاستقبال، مما اضطر الكثير منهم إلى الانسحاب، قبل أن تتدخل النقابة، فيما لم يسع المنظمون إلى عقد أي ندوة صحفية أو مائدة علمية على خلاف السنوات المقبلة، ثم غاب عن حفل افتتاحه وزير السياحة الغاضب من المنظمين بالرغم من أنه كان حاضرا في مؤتمر الفيدرالية الوطنية للسياحة المنعقد في الفترة ذاتها. وفي الوقت الذي يسعى المغرب الى زيادة عدد السياح عشرة في المائة هذا العام لاستغلال طاقة فندقية تشهد توسعا سريعا، وتعزيز عائدات القطاع بعد تراجعها في ,2009 حسب كلمة وزير السياحة الجديد ياسر الزناكي في المؤتمر الوطني الثاني لمهن السياحة، تعاني السياحة الوطنية حسب المصادر ذاتها، من مشاكل هيكلية وتنظيمية، إذ اختلط الحابل بالنابل، وأصبح جميع الفاعلين في القطاع يريد ممارسة جميع المهن المرتبطة بالسياحة، إذ نجد مثلا فندقا يتدخل في النقل والإرشاد وغيره، مما أثر على هبوط إنفاق السائحين بالرغم من أن الزيادة في أعدادهم وصلت إلى ستة في المائة. ويراهن الوزير على سنة 2010 لتكون حاسمة باتخاذه لسلسلة من التدابير الواضحة لمواجهة التحديات الظرفية ومعالجة الاختلالات الهيكلية، مشيرا أن سنة2009 عرفت تسجيل8,35 مليون سائح، أي بنسبة نمو تقدر ب6 في المائة و16,2 مليون ليلة سياحية، أي بانخفاض طفيف بلغ 6 ،1 في المائة، في حين بلغ مدخول هذا القطاع 4 ،52 مليار درهم، أي بانخفاض وصل إلى7 ،5 في المائة.