يصطف حشد من النساء كل صباح أمام مؤسسة للقروض الصغرى بإحدى دروب حي بأولاد تايمة، ينتظرن قدوم القائمين على المؤسسة لتسديد بعض من الديون أو لاقتراض مبلغ آخر من جديد ، إنها سلسلة مأساوية لا نهاية لها ولا حد لها تقول سيدة منخرطة منذ سنوات في دوامة القروض من هذا النوع، لقد أغرونا في البداية تضيف السيدة - بإشهارات مثيرة تفيد تحسين وضعيتنا الاقتصادية، لكن العكس هو الذي حصل؛ فالعديد من النساء المقترضات لا هم لهن سوى التفكير في أمر تسديد الديون، وقد يؤدي بهن ذلك إلى الانحراف والتعاطي لأمور لا أخلاقية.. قبل سنوات فقط لم تعرق القرض التي تستهدف المرأة من داخل بيتها، لكن بعد بروزها أغرت العديد من النساء بإشهارات جذابة تظهر الربح للمقترضة؛ فيما تخفي خلفها مضاعفات اجتماعية وأخلاقية مدمرة للفرد وللأسرة ككل، وكانت إحدى هذه المؤسسات القرضية تصدر جريدة بالدارجة المغربية تنشر فيها حوارات مع بعض المقترضات سعيا وراء تشجيع النساء وجلبهن للانخراط في غياهب وأوحال قروض قد تنتقل بالمرأة من العفة إلى الانحلال ومن الطمأنينة إلى التصدع الأسري. بوشعيب ( 42 سنة ) يحكي أنه تم حشره في إحدى القروض من قبل صهرته التي اتفقت مع ابنتها ليقترضن باسم زوجها وببطاقته الوطنية قرضا دون إذن الزوج، فلما تم ذلك أصبح الزوج يسدد أقساط القرض بعد صراع مرير مع زوجته كاد أن يفضي إلى الطلاق لولا تدخل بعض رفاقه رأفة بأبنائه.