نفى أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ما تداولته بعض وسائل الإعلام وما راج بين المواطنين من أن حج العام المقبل سيكون بدون قرعة، وأكد أن ذلك مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، وأوضح التوفيق في معرض رده على سؤال شفوي حول موضوع تقييم تأطير موسم الحج لهذه السنة بمجلس النواب، أن الوزارة تدرس حاليا ثلاث إجراءات من أجل تطوير ظروف الحج، أولها تنظيم قرعتين؛ واحدة تتعلق بسنة 2010 وأخرى بسنة 2011؛ حتى تتمكن من إجراء قرعة الحج سنة ونصفا قبل بدء الموسم لضمان الاستعداد الجيد، ومن أجل الرفع من مستوى تأطير الحجاج وتنظيمهم، خاصة، يضيف الوزير أن ما نؤاخذ به هو أن حجاجنا غير مؤطرين، بمعنى يحدثون بعض الفوضى، ويتعلق الإجراء الثاني بدفتر التحملات مع الشركة الناقلة، وثالثا إجراء تعاقد إذعاني مع الحجاج يتم خلاله توضيح الخدمات التي سيقدمها التنظيم الرسمي للحجاج حتى لا تحدث احتجاجات عقب كل حج، ومن أراد خدمات باهضة فعليه اللجوء إلى جهات أخرى. وأشار التوفيق إلى تأخر بعض الرحلات عن موعدها المحدد (30 رحلة من أصل 100)، إذ وصل التأخير في بعضها إلى 48 ساعة، وأضاف أنه تم إشراك 300 مرشدا دينيا؛ من ضمنهم 95 مؤطرة من خريجي برنامج تكوين الأئمة والمرشدين، في عملية تأطير الحجاج المغاربة، وضمت البعثة الطبية 140 عضوا من بينهم 16 طبيبا وممرضا متخصصين في المراقبة الوبائية لاتخاذ الإجراءات الوقائية من مرض أنفلونزا الخنازير، إذ بلغ عدد الفحوصات الطبية المنجزة من قبل هذه البعثة حوالي 54 ألف فحص طبي. وخلص الوزير إلى أن موسم الحج لهذا العام مر في ظروف جيدة، إذ تمكن جميع الحجاج المغاربة من أداء الركن الأعظم، ومنهم 27 ألفا أطرتهم الوزارة و7 آلاف أطرتهم وكالات الأسفار، مشيرا إلى أن 4200 حاج مغربي من بين 700 ألف شخص ذهبوا إلى الحج بطرق مختلفة، بحيث أثروا على تنظيم الحج. وفي السياق ذاته أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن الوزارة وضعت برنامجا متكاملا ومتواصلا يهدف إلى إعادة تأهيل البنى التحتية للمساجد القروية، مضيفا أن هذه المساجد تمثل 72 في المائة، أي ما يعادل 30 ألفا و329 من مجموع مساجد المملكة التي تقدر ب41 ألفا و755 مسجدا.وأوضح التوفيق في معرض رده على سؤال شفوي حول تأهيل المساجد وتعويض الأئمة بالعالم القروي تقدم به فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن هذا البرنامج يتضمن بناء وإصلاح مجموعة من المساجد الصغرى كل سنة؛ انطلاقا من تشخيص ميداني وواقعي لحاجيات القرى من التجهيزات المسجدية في إطار الاعتمادات المرصودة، وكذا إحداث مرافق لعدد من المساجد بهدف توفير مداخيل للإنفاق على تسييرها ومدها بالماء والكهرباء. وأوضح الوزير أن عدد الأئمة المستفيدين من التغطية الصحية بمساجد العالم القروي يبلغ حوالي 116 ألفا و580 مستفيدا، بمن فيهم زوجاتهم وأبناؤهم، مشيرا إلى إحداث مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين لتحسين أوضاع هذه الفئة من العاملين في الحقل الديني. ودعا الوزير النواب في البرلمان إلى عدم جعل الأئمة والعلماء موضوع صراع وخلاف حزبي، مضيفا بالقول: لا أريد أن يكون توتر بين نواب الأمة فيما يتعلق بالشأن الديني ولو كانت قضية مسطرية.