اعتبرت صحيفة تايمز البريطانية أن الصومال هي الضحية الكبرى لقرارات الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو فيما يخص حربه على الإسلام، تحت دعاوى الرد على هجمات سبتمبر، وليست العراق وأفغانستان اللتان احتلتا بالفعل. وأوضحت تايمز أن الحرب المؤسفة والسيئة السمعة التي شنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على ما يسمى "الإرهاب" وتدخله الكارثي في شؤون الصومال قضيا على فرص تخلص البلاد من حطام أزماتها المستمرة. ومضت إلى أن التدخل الأمريكي في الشأن الصومالي أجبر مسلمين معتدلين على الانضمام إلى قادة وأمراء الحرب، وبالتالي إلى تحول الصومال إلى ملاذ آمن لانطلاق ما سمته بالجهاد الدولي، مثل تعرض خطوط سفن الشحن والتجارة للقرصنة في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها الصوماليون. وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة كانت أثناء الحرب الباردة قد أغرقت الصومال بالأسلحة في سبيل مواجهة الدعم السوفييتي للجارة إثيوبيا، مشيرة إلى أنه ما أن خلع أمراء الحرب الصوماليون رئيس بلادهم أو من وصفته تايمز بالدكتاتور سياد بري عام 1991 حتى أداروا فوهات بنادقهم إلى صدور بعضهم مستغلين ترسانة السلاح التي بين أيديهم. وفي عام 1992 أرسل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب مشاة البحرية من قوات بلاده بدعوى تخليص الصوماليين من معاناتهم، إلى أن اضطرت القوات الأمريكية للانسحاب من البلاد عام 1995 إثر ما سمته كارثة إسقاط الصوماليين مروحية أمريكية، من طراز بلاك هوك عام 1993 وسحلهم جثث عسكريين أمريكيين في الشوارع. واختتمت الصحيفة بأن الفوضى الأمنية والنزاعات الداخلية ظلت مستعرة في الصومال منذ التدخل الأمريكي، إلى أن أصبحت البلاد تعج بالتنظيمات المسلحة وتوفر ملاذًا لتنظيم القاعدة ومنطلقًا لهجماته.