أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن التحقيق في الحرب على العراق كشف حتى الآن عن فوضى قادت بريطانيا إلى هذه الحرب، وقدمت أدلة الشهود صورةً عن جهل وخطط متسرعة وعلاقة صداقة من طرف واحد مع الولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة في تقريرٍ لها الخميس (24-12) أن البعض سيعتقد دائمًا أن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق زجَّ البلاد في حرب العراق بناءً على كذبة، في حين أن التهمة الأشد إدانةً هي أن بريطانيا ذهبت إلى الحرب وهي تدرك أنها لا تملك سوى الحد الأدنى من التأثير في الإستراتيجية الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات أظهرت أن بريطانيا لم تقُم بالتخطيط لما بعد الحرب على نحوٍ سليمٍ، كما أنها أساءت تمامًا فهم المجتمع العراقي بعد الحرب. وقالت الصحيفة إن هذه التهم -وبنفس مستوى الادِّعاء باحتمال التلاعب بالمعلومات الاستخبارية- ستجعل على الأرجح الطبقة السياسية في" حزب العمال" تتلوَّى وهي تقدِّم إفاداتها أمام لجنة التحقيق في الشهر القادم. وأضافت: "لقد عبَّر الدبلوماسيون بحريةٍ عن كرههم سطحية المحافظين الجدد في واشنطن، وكشفت شهاداتهم عن محدودية تدخلهم في الصراع البيروقراطي في واشنطن، وعن اعترافهم المراوغ بأنهم ذهبوا إلى الحرب وهم يعرفون بعدم وجود خطط لما بعدها، وهو ما يستدعي طرح الكثير من الأسئلة الصعبة حول اتهامات تتعلق بالتزام بلير بالمشاركة بالحرب دون قرار من "الأممالمتحدة" وحول نقص التخطيط لما بعد الحرب".