توقعت صحيفة « ذي غارديان»، التي تصدر في لندن، أن يكشف قادة عسكريون بريطانيون للجنة تحقيق في حرب العراق، تنعقد اليوم الثلاثاء , أن الغزو افتقر للتخطيط الجيد، وأن حكومة رئيس الوزراء السابق، توني بلير، أفسدت الاستعدادات للحرب بمحاولاتها تضليل الرأي العام. وقالت الصحيفة إن أولئك القادة شعروا بالصدمة لعدم وجود ترتيبات كافية لفترة ما بعد الغزو، حتى أنهم توقعوا مقاضاة أعضاء في الحكومتين البريطانية والأميركية آنذاك على ارتكابهم جرائم حرب لانتهاكهم الشرط الوارد في اتفاقية جنيف بضرورة حماية المدنيين في خضم النزاعات. وقد ظهرت للعيان تلك الجهود التي بذلتها حكومة بلير لإخفاء خطط الغزو وما تبعها من غضب اعترى قادة الجيش، مما وصفوه بفشل الحكومة "الذريع", بعد أن تعهد رئيس لجنة التحقيق، سير جون تشيلكوت، بتقديم بيان شامل وكاشف عن كيفية انجرار بريطانيا إلى ذلك الصراع. وهناك أدلة جديدة ظهرت تكشف النقاب أن بلير ضلّل نواب البرلمان بادعائه في 2002 أن الغاية من الغزو هي "نزع الأسلحة، وليس تغيير النظام" في العراق. وتظهر تلك الوثائق أن الحكومة البريطانية أرادت التعتيم على نواياها الحقيقية، واكتفت بكشفها "لعدد محدود للغاية" من المسؤولين. وتصف الوثائق ما جرى بأنه غزو "متسرع" تسبب في تعريض الجنود "لخطر كبير" و"فشل ذريع" بعد الحرب. وذكرت الصحيفة أن بعض الجنود جرى نقلهم في طائرات مدنية ، حيث تم نشرهم في دول مجاورة للعراق، بينما تم إحضار عتادهم في حقائب يدوية.