أكد عدد من الباحثين والخبراء والمسؤولين المشاركين في الدورة الثانية للملتقى السنوي مغربيات من هنا وهنا بمراكش ما بين 18 و19 دجنبر 2009 أن المغرب يتوفر على ثروة كبيرة من الكفاءات البشرية العالية في الخارج لا يتم استثمارها ضمن السياسة العمومية، كما أن الجهود غائبة لمحاربة الصور النمطية عن المسلمين في بلاد المهجر ومن ضمنهم المغاربة، مما ينعكس سلبا على أوضاعهم، ويسهل تمرير قوانين تحد من حرياتهم الشخصية المبنية على قناعات دينية أو خصوصية ثقافية. وتميزت الدورة بحضور السيدة فاطمة مصلوحي فلسطينية من أصل مغربي، والتي تزيت بالعلم الفلسطيني مثيرة انتباه المشاركين، وقال في حوار مع التجديد (ينشر لاحقا) إن هذه المشاركة تعد سابقة من نوعها، منبهة إلى الوضعية الخاصة للمرأة المغربية في القدسالمحتلة، والتي تتطلب التفاتة خاصة أيضا من أجل دعمها ودعم صمودها ضد الاحتلال الصهيوني وربطها بالوطن الأم كما قوت هي صلتها بالأراضي المقدسة. وكان جميلا ومثيرا للإعجاب أن تستشهد الباحثة الهولندية الأنترولوجية مارجو بويتلار من جامعة جرونينجن ببعض التفاصيل في الثقافة المغربية والعادات اليومية والسيرة النبوية لتظهر مكانة المرأة في الإسلام، وأن المسلمين مقصرين في التعريف بالصورة الحقيقية لها. وانتقدت نزهة الوافي النائبة البرلمانية عن الجالية المغربية بايطاليا، في تصريح لالتجديد عدم تفعيل مجموعة من التوصيات التي خرجت بها الدورة الأولى، من بينها استثمار الكفاءات المغربية في الخارج، ومحاربة الصورة النمطية للمرأة المغربية في الخارج، إضافة إلى الهشاشة التي تعيشها المرأة المغربية في الخارج، والإشكالات القانونية التي يطرحها تطبيق مدونة الأسرة وخاصة إشكالية الطلاق، وتساءلت الوافي عن مدى التنسيق بين المؤسسات المعنية لمتابعة هذه الملفات. وفي الوقت التي هيمنت اللغة الفرنسية على الملتقى وصل إلى حد تفضيل مشاركات من الداخل تقديم مداخلاتهن بها، قال عمر المرابط عضو مجلس الجالية إن اللغة العربية لم تأخذ حقها في اهتمام المجلس، ولم تعقد بشأنها أي أشطة دراسية أو تفعيل برامج بالرغم من أن الظهير المحدث لمجلس الجالية يؤكد على الاهتمام باللغة العربية، إلى جانب المسألة الثقافية والدينية، وطالب المرابط بالتفكير في تسهيل تصويت المغاربة في الاستحقاقات الوطنية وفتح دوائر في الخارج. واعترف اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج أنه لا توجد استراتيجية لمحاربة الصورة النمطية للمرأة المغربية العربية المسلمة، وأشار أنه خلال سنوات كان هناك نقاش حول الحجاب، وانتقل الآن إلى النقاب، وهناك إمكانية إحراج قانون حول النقاب في فرنسا بينما هذه الظاهرة تمس فقط نسبة قليلة جدا من النساء لا تتعد 300 إلى 400 امرأة، واعتبر اليزمي أن الصورة التي تكونت عن ذلك المهاجر التي يعود إلى وطن عبر سيارة محملة لم تعد قائمة، مشيرا في تصريح لالتجديد أن المغاربة في الخارج اقتحموا ميادين عديدة في السياسة والاقتصاد الفن، معترفا أن أغلب الكفاءات المغربية هي خارج المجلس وتعد بالآلاف، ومشيرا إلى أنه يجب ألا نفرح بأنفسنا، إشارة منه إلى المهام الكبيرة التي تنتظر المجلس في جلب هذه الكفاءات، موضحا أن نسبة المهاجرين المغاربة ارتفعت بحوالي 300 في المائة خلال عشرين عاما، وأن أبواب الهجرة الشرعية مازالت مفتوحة إلى أمريكا وكندا وإسبانيا وغيرها. وبخصوص تعبئة الكفاءات، أشار اليزمي نحن في البداية، لكن هذه بداية ديناميكية، وقد تم تنظيم يوم دراسي جمع 100 إطار من ألمانيا، كما سيتم فتح جامعة دولية حرة بالرباط تستقطب كفاءات علمية للتدريس فيها. وبخصوص توصيات السنة الفارطة، أشار اليزمي أن المجلس له دور استشاري واستشرافي وليس تنفيذيا، وما هو جعله يبرمج أوراشا علمية هدفها بلورة آراء استشارية حول تفعيل آليات العمل وتطوير السياسة العمومية من خلال التقرير التي يعده المجلس كل سنتين حول الهجرة. من جهته أشار محمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة أنه تم وضع برنامج لمواكبة النساء المغربيات المهاجرات، كتجربة نموذجية مصحوبة بوسائل العمل الميداني، مع تعميم هذا البرنامج التجريبي على بعض دول المهجر. وتمتد مدة إنجاز هذا المشروع من شهر أكتوبر 2009 إلى غاية شهر مايو ,2010 بغلاف مالي إجمالي قدره 00, 967 , 907درهم، تسهم فيه الوزارة بنسبة 24,31%. من جانب آخر كشفت ورشة الانخراط المدني- أن التخوف من اقتحام المجال السياسي سائد في صفوف النساء، ويتحلى في قلة المشاركة وضعف التمثيلية السياسية، والتوظيف السياسي الضيق للنساء، في ظل هيمنة الصور النمطية، وقصور على مستوى معرفة الحقوق، والحركية الكبيرة للنساء المغربيات في أمريكا الشمالية وكندا، اتجاه نحو إحداث مقاولات، واعتبر المشاركون أن هناك أولويات تكتسي نفس الأهمية مثل مسألة المتقاعدين والمسألة الدينية والثقافية.