أكدت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، انخراط المغرب في مسيرة المساواة في الفرص. وأضافت في كلمة ألقتها خلال افتتاح أشغال الدورة الثانية لملتقى «مغربيات من هنا وهناك»، المنظم على مدى يومين من قبل مجلس الجالية المغربية بالخارج تحت شعار «تأنيث الهجرة.. الديناميات الدولية والخصوصيات المغربية»، أن المغرب عرف دينامية هامة للحركة الديمقراطية وحقوق المرأة، من خلال انخراطه في مسلسل جذري للتغيير، والتعبير عن التزامه بمسيرة المساواة بين الجنسين. وبخصوص إشكالية الهجرة النسائية، أوضحت الوزيرة أنها لا زالت بعيدة كل البعد عن احتلال المكانة التي تليق بها على مستوى البحوث والدراسات والتحاليل، مشيرة في هذا الصدد الى أن تناول هذه الإشكالية يجب أن يكون من خلال أبعاد متعددة ومتنوعة، تهم مهاجرات ذات وضعيات مختلفة وحاجيات وانتظارات متعددة. وأكدت أن إشكالية الهجرة النسائية تعتبر من بين الانشغالات الأساسية للحكومة بشكل عام، ولبرامج ومهام وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بشكل خاص، موضحة أن هذين اليومين سيساهمان في وضع مقاربة لهذه الإشكاليات والخروج بمقترحات عملية من شأنها المساهمة في تعزيز سياسة عمومية، تأخذ بعين الاعتبار حاجيات وانتظارات مغربيات العالم. ونوهت الصقلي بالنساء المغربيات اللواتي يحملن، بفضل التزامهن، قيما ويساهمن في كسر الأنماط المسبقة والصورة البعيدة عن الواقع، التي ظلت لصيقة بالمرأة العربية الإسلامية. واعتبرت أن هذا اللقاء يظهر مدى انفتاح المغاربة والمغربيات على التنوع الثقافي والإثني واللغوي والديني وحتى الجغرافي، منوهة بأهمية مواضيعه التي ستمكن من العمل على وضع رجال ونساء المهجر، من مختلف الاجيال وكيف ما كانت وضعياتهم، في صورة السياسات العمومية. و أكد محمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج في الملتقى نفسه أن المغرب يحدوه أمل كبير في أن يتمكن، بدعم من المجتمع الدولي، من فك الحصار عن النساء المغربيات المحتجزات بمخيمات تندوف. وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، شجب الوزير احتجاز هؤلاء النساء الامهات بمخميات العار، اللواتي يخضعن «تحت قوة السلاح» الى أبشع أشكال الترهيب والتعذيب والاستغلال، واللواتي ينتظرن أمل استعادة فلذات أكبادهن المرحلين الى معسكرات تجييش الأطفال بدول أخرى. وقال»إن كل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان تمارس ضد نساء مغربيات مهجرات قسرا بمخيمات تندوف، وتمارس فوق إقليم يخضع لسيادة دولة جارة شقيقة، هي الجزائر، الدولة العضو في المنتظم الدولي، والتي تختزن بشأنها الذاكرة الجماعية المشتركة لكلا الشعبين المغربي والجزائري، تضامن وانصهار عدد كبير من نساء المغرب عامة، ومنطقته الشرقية خاصة، في ملحمة الكفاح التحرري الجزائري ضد الاستعمار». وأكدت لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون في كلمة ألقتها بالمناسبة ، أنه بوسع المرأة المغربية المهاجرة أن تضطلع بدور مركزي في ترسيخ الحوار الثقافي بين المجتمعات، وتوسيع دائرة المبادرات والتفاعلات الاجتماعية والفكرية التي من شأنها خدمة تحالف الحضارات. وأشارت أخرباش إلى أنه في ظل الاهتمام المتزايد بمسألة الهجرة داخل الأجندة الدولية ومختلف الفاعلين، فإن ملف الجالية المغربية بالخارج حاضر باستمرار في أجندة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة وتحسين ظروف عيشهم، والحفاظ على كرامتهم وتأمين اندماجهم داخل مجتمعات البلدان المضيفة. وذكرت من جانب آخر أن المغرب يدافع دائما، وبقناعة راسخة، على ضرورة التمييز بين الهجرة الشرعية والهجرة السرية، معتبرة الأولى بمثابة دعامة لبناء الرخاء وخدمة التنمية ووسيلة للتقارب والتفاهم الثقافي، في حين تعد الثانية نتاج لشبكات المهربين، ومؤشر على اختلال في التنمية وتحدي لأمن البلدان المضيفة وبلدان العبور على حد سواء. وأوضحت أن المغرب ما فتئ يبذل الجهود في المحافل والملتقيات الدولية، وفي إطار العلاقات الثنائية للدود عن حقوق المهاجرين وعائلاتهم، فضلا عن دعوته إلى التعاطي لظاهرة الهجرة السرية وفق مقاربة شمولية، عوض معالجتها من منطلق المنطق الأمني فقط. وأضافت أن المغرب كان سباقا للتفاعل مع متغيرات الهجرة ومستجداتها، بحكم تجربته الكبيرة كموفد لها وكبلد استقبال وعبور، موضحة أن هذا الاهتمام المتميز يعزى بشكل رئيسي، إلى العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجالية المغربية المقيمة بالخارج. ومن أجل احترام الاختيارات الفردية والمشاريع الشخصية لكل فرد من أفراد الجالية المغربية بالخارج، وتشجيع الكفاءات المقيمة بالمهجر للمشاركة في التنمية بالمغرب، أوضحت أخرباش أن المغرب عمل على بلورة رؤية ديمقراطية إزاء ظاهرة الهجرة، وترسيخ وتحديد علاقته مع الجالية المغربية بالمخارج. وتكمن أهمية هذا اللقاء، الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمهاجرين، بمشاركة خبراء في مجال الهجرة النسائية وجامعيين وسياسيين وجمعويين، على إبراز بعد النوع الاجتماعي في قضية الهجرة، وإدراجه ضمن أجندة البحث العلمي والسياسي. ويتضمن برنامج هذا الملتقى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مواضيع تهم «هجرة النساء المغربيات.. ديناميات وانتظارات» و»ديناميات الهجرة النسائية الدولية.. مقاربة مقارنة «و»النساء والهجرة.. إشكالات متجددة ووجوه جديدة».