قالت المخرجة اليهودية المقيمة في فرنسا، سيمون بيتون أنها من الناحية التاريخية والأخلاقية لا يمكنها إنكار أن الأراضي الفلسطينية هي أراضي محتلة، وأضافت بعدما أكدت أنها عربية: لكنني كفنانة قد تكون حالمة أو طوباوية، أرى ضرورة التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين. جاء هذا خلال النقاش الذي دار حول شريطها الوثائقي الأخير راشيل الذي عرضه المعهد الفرنسي بالرباط مساء أول أمس الثلاثاء. ويسلط الضوء على قضية مقتل المناضلة المسالمة الطالبة الأمريكية راشيل كوري من قبل قوات الاحتلال الإسرائلي في رفح، حيث داستها جرافة إسرائلية أمام أعين أصدقائها الغربيين والفلسطينيين، وكذلك أمام القوات المصرية الموجودة على الحدود. ذلك أن راشيل حاولت التصدي للجرافات الإسرائيلية التي تهدم منازل الفلسطينيين. وقد جاء الشريط، الذي عرض سنة (2008) في فرنسا وكندا وألمانيا والمغرب لكنه منع في أمريكا، محملا بشهادات أصدقاء راشيل حول كيف تم قتلها بدم بارد. وهي الشهادات التي فندت أطروحة الشرطة والقوات الإسرائلية التي أنكرت الجريمة من خلال تقرير طبي و عسكري ملفق. كما ان الشريط يكشف تواطؤ البيت الأبيض مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال رفض السفارة الأمريكية بتل أبيب الحضور إلى المشرحة أو فتح أي تحقيق في الموضوع. فإلى حد اليوم لم يتلق أبوي الفقيدة أي جواب من المسؤولين الأمريكين. من جهة أخرى اعتمدت المخرجة، التي صورت في أمريكا ورفح والكيان الصهيوني، في استعادتها للأحداث، على رسائل راشيل، سواء المكتوبة أو الإلكترونية، التي كانت تبعثها إلى أبويها. هذا وقالت المخرجة إنها لم تصطدم بأي عراقيل خلال تصويرها بإسرائيل؛ لكونها يهودية ولكون أن السلطات الإسرائيلية تكون ديمقراطية مع اليهود؛ لكن غير ديموقراطية مع غير اليهود. وقد تجاوب الحضور وجدانيا مع الشريط الذي يصادف عرضه الذكرى الأولى للقصف الاسرائلي لغزة. وقد كان من بين الحضور الكاتب إدمون عمران المالح والمناضل أسيدون.للإشارة فإن سيمون بيتون، وحسب المعطيات البيوغرافية المتوفرة، هي ابنة جواهري يهودي مغربي، مزدادة بالرباط سنة .1955 وسنة 1966 هاجرت مع عائلتها إلى إسرائيل. على أنها في سنة 1973 وخلال حرب أكتوبر ستلتحق بالجيش الإسرائيلي، وهي التجربة التي ستدفعها إلى أن تصبح من دعاة السلام. بعد ذلك ستستقر في فرنسا حيث ستدرس السينما. من بين أشرطتها الجدار(2004) وفلسطين: تاريخ أرض(2007) ومحمود درويش(1998) وبنبركة، المعادلة المغربية(1998).