أكد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني أول أمس الأربعاء 25/05/2005 أن الحزب سيقاتل من أجل الاحتفاظ بسلاحه، وأن أي تفكير لنزع سلاح الحزب هو نوع من الجنون، وهدد بأن أي يد ستمتد لنزع سلاح الحزب سنقطعها. جاء ذلك في خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله الأربعاء أمام حشد من أنصاره في بلدة بنت جبيل التي تقع ضمن الشريط الجنوبي الذي احتلته إسرائيل لمدة 22 عاما، في الذكرى الخامسة لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. وقال نصر الله : إن أي عمل من هذا النوع هو عمل إسرائيلي وقرار إسرائيلي ومصلحة إسرائيلية، وسنعتبر أي يد تمتد إلى سلاحنا (هي) يد إسرائيلية سنقطعها. وأضاف الأمين العام للحزب: نحن في لبنان أحرص الناس على السلم وعلى الاستقرار وعلى الوحدة الوطنية، ولا نريد أن نعتدي على أحد ولم نعتد على أحد ولا نسمح أن يعتدي أحد على لبنان.. ولكن لو فكر أحد، أي أحد، أن ينزع سلاح المقاومة سنقاتله قتال الكربلائيين الاستشهاديين. وأشار إلى أن حزب الله يملك أكثر من 12 ألف صاروخ قادرة على ضرب جميع المناطق الشمالية في إسرائيل. لكنه أكد في الوقت نفسه على أن حزب الله لن يستخدم أسلحته إلا في الدفاع عن لبنان. وقال نصر الله: إن حزب الله لا يريد جر المنطقة إلى حرب بل يريد حماية لبنان وأي تفكير بنزع سلاح المقاومة هو جنون. وعلق نصر الله في خطابه على ما نسب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون من أنه قال إن اتفاقات الزعماء العرب وتصريحاتهم وكلماتهم لا تستحق ثمن الورق الذي كتبت عليه. وقال نصر الله: إن تعهداتكم والتزاماتكم وضماناتكم هي أيضا لا تساوي الورق الذي كتبت عليه. ونسبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأربعاء إلى شارون قوله في اجتماع مغلق مع إحدى جماعات الضغط اليهودية بأمريكا: إنه بدون الإساءة للعالم العربي، يجب أن يقال إن اتفاقات الزعماء العرب وتصريحاتهم وكلماتهم لا تستحق ثمن الورق الذي تكتب عليه.. أي شخص لا يعيش في المنطقة لا يستطيع أن يفهم أن الكلام لا يعطي سوى ضمانات محدودة.. إن ما يهم هو الأفعال. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان قولهم: إن سكان الضواحي الجنوبية لبيروت -وغالبيتهم من الشيعة وكثيرون منهم مؤيدون لحزب الله- أطلقوا الألعاب النارية والهتافات احتفالا بكلمات نصر الله. وكانت هجمات حزب الله سببا مباشرا في دفع إسرائيل إلى سحب قواتها من جنوب لبنان في 2000. وحزب الله الذي تصفه واشنطن بأنه منظمة إرهابية هو الجماعة اللبنانية الوحيدة المسموح لها بالاحتفاظ علانية بأسلحتها بعد انتهاء الحرب الأهلية. وكان قرار لمجلس الأمن الدولي صدر في سبتمبر 2004 طالب بانسحاب القوات السورية من لبنان ونزع أسلحة جميع الميليشيات هناك. وأنهت سوريا سحب جميع قواتها في إبريل 2005. لكن الحكومة اللبنانية قالت إن القرار 1559 لا يسري على حزب الله لأنه جماعة مقاومة وليس ميليشيا. إلا أن سكوت كاربنتر نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جدد يوم 20/5/2005 نداءات لحزب الله بنزع أسلحته وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559. وقال كاربنتر: القرار رقم 1559 ينص بوضوح شديد على ضرورة نزع أسلحة الجماعات في لبنان... وكان المجتمع الدولي واضحا تماما من خلال قرار مجلس الأمن وعلى حزب الله أن ينزع أسلحته. وقال كاربنتر: الانتخابات الوشيكة ستساعد لبنان في أن يصبح دولة طبيعية ووجه أيضا كلمات لاذعة لإيران متهما إياها بتحويل ملايين الدولارات شهريا إلى حزب الله. وقال: سنستمر في الضغط بشدة على كل من سوريا وإيران لوقف تمويل حزب الله أو تقديم الدعم له.