دعا سعد الحريري زعيم الأكثرية البرلمانية في لبنان يوم الخميس 8 ماي 2008 حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني إلى سحب مسلحي الحزب من شوارع بيروت. وقال الحريري في كلمة له إن ما يجري في شوارع بيروت ليس ضربا من ضروب الجنون فحسب ، ولكنه فتنة طائفية. وقال الحريري إن مؤتمر السيد حسن نصر الله أتى تحت شعار الدولة أنا وأنا الدولة ، مضيفا هل يعقل يا سيد حسن أن تعلن المقاومة إفلاسها في شوارع بيروت وأن نرى مقاتليها في المصيطبة وبربور؟ . وتابع الحريري: لن أتكلم في هذا الموضوع مع احد يا سيد، أنا ادعوك إلى وقفة تاريخية تنقذ لبنان من الجحيم...جميع اللبنانيين يتألمون لما يحصل في بيروت ، مشيرا إلى أن إسرائيل تفرح لمشاهدة بيروت محاصرة، ومقاتلي حزب الله في شوارعها . وأوضح الحريري أن السيد مقتنع أن قرارات الحكومة أتت بناء على طلب من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وهو مخطئ... حزب الله أوقف شخصية فرنسية رسمية لأنها كانت تحمل كاميرا في محيط منزل السيد حسن، فكيف إذا كانت مسلطة على مدرج المطار ولم يبلغ عنها؟ . وقال : كل ما يفعله نصر الله من محاصرة بيروت ومحاصرة المطار مبني على سوء تفاهم كبير كي لا أقول على سوء فهم، والأوطان لا تبنى على سوء التفاهم . وأضاف الحريري نحن لا نريد الفتنة ولذلك نعرض على السيد حسن وضع القرارين موضع سوء الفهم في عهدة الجيش اللبناني، وفتح الطرقات وسحب المسلحين من الشوارع، وانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان، والانتقال إلى طاولة حوار وطني برئاسة العماد سليمان . وتابع: إذا سلك السيد حسن نصر الله هذا الحل يثبت انه يريد فعلا حل الأزمة.. إسرائيل عدونا ولن نقبل بأن يضعنا احد في غير هذا الموضع . وتجري في هذه الأثناء اشتباكات ضارية بين أنصار المعارضة والموالاة في منطقتي كورنيش المزرعة وبشارة الخوري وسط العاصمة اللبنانية بيروت. وتأتي هذه الاشتباكات عقب خطاب للأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني أوضح فيه أن الحل للأزمة السياسية التي تمر بها لبنان حاليًا يتمثل في نقطتين إلغاء قرارات الحكومة الأخيرة بشأن شبكة اتصالات حزب الله، والاستجابة لدعوة الحوار الوطني التي وجهها رئيس البرلمان نبيه بري . وقال نصر الله - في كلمة ألقاها عصر اليوم وأعقبها بمؤتمر صحفي-: إن الحكومة تجاوزت الخطوط الحمراء عندما اتخذت هذه القرارات السوداء في تلك الليلة الظلماء ، معتبرًا أن المساس بشبكة اتصالات حزب الله هو مساس بسلاح الحزب. وأضاف نصر الله أن سلاح الحزب سيستخدم في الدفاع عن السلاح، معتبرًا أن ذلك لا يعني نكثًا لوعد يقطعه مرارًا بألا يستخدم سلاح المقاومة في داخل لبنان. وتابع أنه عندما يهدد اليوم بذلك فلأنه يعتبر أن السلاح في هذه الحالة يستخدم ضد من يعملون للتخلص من سلاح المقاومة لصالح العدو . واستبعد الأمين العام لحزب الله أن تؤدي الأحداث الجارية في لبنان إلى حرب سنية-شيعية، وقال: إنه تم تجاوز هذه المخاوف من فتنة طائفية، مشيرًا إلى أن المواجهة الآن بين طرفين المشروع الوطني والمشروع الأمريكي الإسرائيلي ، على حد قوله. وقال الأمين العام لحزب الله: على فريق السلطة أن يعلم أنه أدخل لبنان في وضع جديد بعد الجلسة الأخيرة والقرارات التي اتخذها بشأن شبكة الاتصالات . وشن نصر الله، هجوماً حاداً على زعيم الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط, زاعماً أنه الرئيس الفعلي للحكومة اللبنانية, وأن السنيورة عبارة عن موظف لديه. وجاءت كلمة حسن نصر الله قبل وقت قليل من كلمة مرتقبة لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وبعد ساعات من تحذير أصدره الجيش اللبناني الخميس من أن وحدته ستكون معرضة للخطر إذا استمرت الأزمة التي يمر بها لبنان حاليًا، في الوقت الذي تدخل فيه الجيش لفض اشتباكات جديدة بين أنصار السلطة والمعارضة. وقال بيان للجيش اللبناني: إنه يضع نفسه بتصرف الجميع للخروج من الأزمة الحالية. وكان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة قد أعلن أن الحكومة تفكر في إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول، وهو ما رفضه قائد الجيش العماد ميشال سليمان، حسبما أفادت صحيفة السفير، مشيرة إلى أن الأخير لوح بالاستقالة إذا استمر الوضع على حاله. وأفادت الصحف كذلك بأن السفير السعودي عبد العزيز الخوجة ونظيره الإيراني محمد رضا شيباني تواصلا هاتفيًا في مسعًى لإعادة الأمور إلى نصابها . ودعت السعودية الخميس التيارات التي تقف وراء التصعيد في لبنان إلى إعادة حساباتها، محذرة مما قالت إنها فتنة عمياء لن تخدم إلا قوى التطرف الخارجي . ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسئول أن هذه القوى قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان، وتحقيق الوفاق بين أبنائه، كما عطلت وتعطل مبادرة الجامعة العربية بهذا الشأن . وعلى جانب أخر طالب البيت الأبيض حزب الله بأن يتوقف فوراً عن نشر التوتر في لبنان. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردن جوندرو: على حزب الله أن يختار بين أن يكون منظمة إرهابية أو حزباً سياسياً، لكن عليه وقف محاولته أن يكون الاثنين معا .وأضاف جوندرو في كروفورد في تكساس: عليهم أن يتوقفوا فورا عن نشر التوتر .