احتشد الآلاف من أنصار الأكثرية اللبنانية، يوم الخميس 14 فبراير 2008، لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، فيما يحتشد أنصار حزب الله لتشييع أحد أكبر القادة العسكريين في الحزب عماد مَغْنية الذي اغتيل ليلة الثلاثاء 12 فبراير 2008 ببيروت. وكانت قوى الرابع عشر من مارس تقوم منذ أكثر من 10 أيام بحملة تعبئة شعبية من أجل تأمين حشد كبير في ساحة الشهداء وسط بيروت لإحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الحريري. غير أن الأمور تبدلت ظهر الأربعاء واحتد الوضع أكثر مع الإعلان عن اغتيال مَغْنية في دمشق، والإعلان عن تشييعه يوم الخميس في الضاحية الجنوبية ببيروت. ومن المتوقع أن تكون التعبئة الشعبية كذلك واسعة، وبخاصة بعدما تحدثت وسائل الإعلام المحلية في لبنان عن توجيه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كلمة خلال تشييع مَغْنية بعد أن دعت قيادة حزب الله لمشاركة شعبية فيه، كما أنه من المنتظر أن يعلن خلاله عزم الحزب على الثأر ممن قاموا باغتيال مَغْنية. وكان النائب سعد الدين الحريري استنكر اغتيال القائد العسكري بحزب الله ودعا إلى توحيد دماء اللبنانيين في سبيل حماية الوحدة الوطنية. واعتبر الحريري في بيان له أن لبنان يتعرض لموجة عارمة من الإرهاب المتعدد المصادر تستهدف الجميع دون تمييز . وقال: هذا يدعونا لأخذ العبر والإسراع في استعادة مناعتنا الوطنية ووحدة الشعب والمؤسسات . ويقول محللون: إن هذا اليوم- الذي أصبح ذا رمزية كبيرة للفريقين- قد يكون له دور كبير في تحديد مسار الأزمة السياسية في لبنان، وذلك نسبة للنبرة المهادنة أو العنيفة التي ستتميز بها خطب 14 فبراير الذي أصبح تاريخًا يملكه فريقا السلطة والمعارضة، بينما لم يكن يرمز سياسيًا إلا لذكرى الحريري. وفي غضون ذلك تمّ إعلان حالة التأهب القصوى في الجيش وقوات الأمن، ونصبت حواجز مرورية عند مداخل مدينة بيروت ومدن لبنانية أخرى وبخاصة التي تعيش فيها طوائف مختلفة بهدف الحيلولة دون وقوع صدامات على أساس طائفي.