طالب الدكتور سعد الدين العثماني السلطات المغربية بتكثيف الاتصالات مع الأطراف الدولية وبعث مزيد من الوفود لشرح موقف المغرب من الاتهامات التي يوجهها له خصومه بخصوص موضوع حقوق الإنسان في الصحراء، وانتقد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية تقصير الدبلوماسية الخارجية في اعتماد دبلوماسية مصاحبة لسياسة الوضوح والحزم التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء الأخير، وقال في اتصال هاتفي مع التجديد هناك اليوم سوء فهم كبير لموقف المغرب من قبل المنتظم الدولي ومن قبل العديد من الدول الكبرى، وبدون تفعيل دبلوماسية نشطة لشرح موقف المغرب وتوضيحه سيبقى سوء الفهم مستمرا وتساءل سعد الدين العثماني عن المبادرات الخارجية للحكومة المغربية لتوضيح موقف المغرب من الاتهامات التي توجه إليه بخصوص وضعية حقوق الإنسان في الصحراء، وهل راسلت الحكومة المغربية الأمين العام للأمم المتحدة حتى تتكون لديه رؤية متوازنة في الموضوع بدل الاستجابة لضغوط خصوم الوحدة الترابية الذين استغلوا -ما أسماه العثماني- بتقصير الدبلوماسية المغربية ووجهوا سيلا من الرسائل إلى الأمين العام. ومن جهته، اعتبر إدريس لكريني الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش أن على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في محاولة توضيح موقفها وتصحيح الصورة التي يحاول خصوم الوحدة الترابية أن يسموا بها المغرب مستغلين هامش حقوق الإنسان، واستغرب لكريني تقصير المغرب في تفعيل دور المجتمع المدني كبعد من أبعاد دبلوماسيته الموازية في الوقت الذي يشكل هذا البعد دورا فعالا في تحركات خصوم الوحدة الترابية. وقال لكريني آن الأوان للقطع مع منطق الأحادية في تدبير الملف، والانفتاح على كل الفاعلين من أحزاب ومجتمع مدني إضافة إلى المؤسسات التقليدية مضيفا إن توضيح موقف المغرب، وتصحيح الصورة المغلوطة التي يروجها خصوم الوحدة الترابية يتطلب نفس المجهود التي بذلته الدبلوماسية المغربية بخصوص مبادرة الحكم الذاتي أكثر. وكان الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون رد على مراسلة بعث بها الأمين العام لجبهة البوليساريو بشأن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء، يجدد فيها دعوة الطرفين إلى التعاون مع المبعوث الشخصي السيد كريستوفر روس لأجل استئناف جولة ثانية من المفاوضات غير الرسمية تحت إشراف الأممالمتحدة ، ويناشدهما مواصلة الحوار والتواصل مع مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، مشيرا إلى أنه قد أعطى التعليمات لمبعوثه الشخصي لمعالجة الجوانب الإنسانية في النزاع مع الأطراف بهدف ترقية واحترام حقوق الإنسان، ولم يصدر لي حد الآن أي موقف رسمي من هذه الرسالة.