أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية رفضَه المطلق والواضح لفكرة الدولة المؤقتة، معبِّرًا عن استغرابه من تكرار الاتهامات له ولحركة "حماس" بقبول ذلك، وداعيًا إلى وقف "هذا الافتراء وتلك الفبركات التي لا تنطلي على أحد". وقال هنية: "يخرج علينا رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس بالإعلام كل فترة، ويتَّهمنا بقبول الدولة المؤقتة، وإنها ورقة أحمد يوسف ومبادرته، ونحن نؤكد أمام العالم زيف وكذب وبطلان ذلك". جاء ذلك خلال لقائه بوفد غير رسمي من سويسرا في مكتبه يوم الأربعاء (25-11) بحضور وزير الداخلية فتحي حماد، ووزير الثقافة أسامة العيسوي، وأمين عام مجلس الوزراء محمد عوض، ووكيل وزارة الخارجية أحمد يوسف، ورئيس المكتب الإعلامي الحكومي حسن أبو حشيش. وأوضح أنهم يدعمون كافة الجهود من أجل قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس دون مصادرة حق الأجيال في بقية فلسطين. وفي موضوع آخر أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن تقديره لموقف سويسرا الرافض للحصار الصهيوني وللمقاطعة التي تفرض على سكان القطاع، مشيرًا إلى أن "الاحتلال وبعض الأطراف هدفت من استمرار الحصار إلى إسقاط "حماس" وإنهائها، ولكنهم خسروا الرهان". وتابع يقول: "(حماس) جزءٌ أصيلٌ من كل المكون والنسيج الفلسطيني الذي يعاني من جرَّاء استمرار الاحتلال وسياساته والرفض المحلي والخارجي لنتائج الانتخابات". وأضاف: "نتطلَّع إلى موقف داعم للحق الفلسطيني في العودة والحرية وإنهاء الاحتلال، ولا بد من وقفة جادَّة ومسؤولة لإنهاء الحصار؛ لأنه من الجرائم التي لطخت وجه التاريخ المعاصر". وفي سياق آخر نفى رئيس الوزراء إسماعيل هنية تلقِّي دعوة مصرية رسمية للعودة للحوار بعد عيد الأضحى، وقال: "الحديث عن العودة للحوار إعلامي حتى اللحظة، وفي حال تلقِّي الدعوة سيلبِّي الجميع". وأوضح هنية أن ملفَّ المصالحة هو وديعةٌ بيد الإخوة في مصر، ونحن نحرص على نجاح جهود مصر، وخاصةً الوزير عمر سليمان، مطالبًا حركة "فتح" وعباس بتغيير مواقفهم ومراجعة أمورهم؛ "فهم يعانون من أزمات كثيرة، أبرزها تنكُّر الإدارة الأمريكية لهم، وفشل المفاوضات مع الاحتلال؛ لذا عليهم الاتفاق والتحاور والتصالح". ومضى قائلاً: "كل هذه الأزمات هي فتحاوية ذات بُعد وطني عام، ولا يمكن أن تتمَّ مواجهتها إلا بالتوافق الوطني والمصالحة, وكل السبِّ والشتمِ والافتراءِ والعنادِ وكبتِ الحريات وزيادة الاعتقالات؛ لن تنفع ولن تخرجهم من أزمتهم". وقال رئيس الوزراء: "الحكومة تأمل أن تتوِّج الجهود المبذولة في إطار صفقة تبادل الأسرى بنتائج طيبة، ونؤيد كل الجهود، وندعم الوساطة المصرية والألمانية، ونتمنَّى أن يكون ما يُقال في الإعلام صحيحًا حتى يرى الأسرى النور، وليس من صالح أحد أن يبقى الأسرى في سجونهم". من جهته أعرب الوفد عن رفضه للحصار واستمرار الاحتلال، وشرح جهودهم الإعلامية في إطار رفع الحصار، مؤكدًا ضرورة المصالحة وتوحيد الجهد لمخاطبة المجتمع الدولي بشأن القضية الفلسطينية. وطالب الوفد بالمزيد من التواصل واللقاءات؛ "لأنها تزيل الكثير من الغموض، وتُسهم في تحديد الرأي والموقف من الكثير من القضايا الخلافية المطروحة".