كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن ارتفاع ملحوظ في التأييد الشعبي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربيةالمحتلة، مؤكدةً الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس سوف يتعرض لهزيمة محقَّقة إذا ما خاض الانتخابات القادمة؛ بسبب التأييد الشعبي الجارف لحماس، والذي وصفته الصحيفة ب"الطفرة". "" وأضافت الصحيفة أن شعبية عباس بدأت تتراجع بقوة عقب محاولته تأجيل التصويت على "تقرير غولدستون" في "المجلس العالمي لحقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة، والذي اتهم الاحتلال بارتكاب جرائم حرب على قطاع غزة في ديسمبر ويناير الماضيين، وهو التقرير الذي ضغطت الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" على عباس كي "يدفنه"، بحسب نص الصحيفة. ورغم الممارسات القمعية والحرب الشرسة وحملات الاختطاف التي تشنُّها سلطة رام الله على أبناء حماس وأنصارها؛ فإن الصحيفة نقلت عن المحللة الفلسطينية وفاء عمرو من رام الله قولها أن شعبية "حماس" في الضفة باتت أعلى من نظيرتها في غزة، وأن تمسكها بالكرامة والمقاومة لقي صداه في الضفة، وأسهم في ارتفاع شعبيتها لدى أهل الضفة الذين لا يعيشون تحت حكم حماس، لكنهم يرون فقط جانب الضعف في سلطة عباس، متهمين عباس بعدم الكفاءة. وقالت الصحيفة في تقرير لمراسليْها "ماري كولفين" و"أوزي ماهنايمي" من داخل الأراضي المحتلةأمس الأحد: "إن هذا التصاعد في التأييد بدأ يقلق "إسرائيل" والغرب من احتمال تعرُّض عباس للهزيمة في الانتخابات المقررة العام المقبل في الضفة الغربية". وتنقل الصحيفة عن مصادر لم تسمِّها قولها إن دور عباس في قضية "تقرير غولدستون" لم يُغضب فقط الأمريكيين و"الإسرائيليين"؛ بل أغضب مؤيديه يضا، وقد يؤدي إلى هزيمته في الانتخابات المقبلة. وفي السياق ذاته، أشار استطلاع للرأي أجري بين الفلسطينيين ونشرت نتائجه الأحد إلى أن شعبية عباس تتراجع، حيث قال 12,1% فقط من الذين شملهم الاستطلاع إنهم يثقون فيه مقابل 17,8% كانوا يثقون فيه في استطلاع أجري في يونيو الماضي. وعزا مركز القدس للإعلام والاتصال، وهو المعهد الفلسطيني الذي أجرى الاستطلاع، هذا التراجع في شعبية عباس إلى موقف عباس من تقرير جولدستون. ويشير الاستطلاع إلى أن عباس سيحصل على 16,8% من الأصوات في حال جرت الانتخابات في 2010، أي أفضل بقليل من اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال (16%)، وسيتعادل مع مروان البرغوثي القيادي بفتح، الذي يمضي خمس عقوبات بالسجن مدى الحياة في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".