أكدت الأستاذة عائشة مجاهد على ضرورة مواكبة الجهود الدعوية التي تقوم بها الحركة بتأطير علمي، وأوضحت في مداخلتها ضمن الندوة التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح فرع طنجة السبت الماضي، والتي خصصت لتحليل معطيات استمارة حول الحجاب ودوافع ارتدائه وعلاقته بالموضة والتحديات التي تواجهه، أكدت أن الدافع الديني، وإن كان الأبرز في تفسير ارتداء الحجاب (84,54 في المائة)، إلا أن نتائج الاستمارة تكشف وجود تحديات كبيرة من قبيل تراجع دور الأسرة في التوجيه (أقل من 7 في المائة )، وبروز دوافع جديدة مؤثرة تحيل على التحول القيمي الذي بدأ يعيشه المغرب (التأثر بالفنانات والإعلاميات كدافع لارتداء الحجاب بنسبة 10,45 في المائة)، واعتبرت أن نسبة 53 في المائة ممن عبروا عن جهلهم بمقاصد تشري الحجب تظل نسبة مخيفة تحيل على ضعف المعرفة الدينية في الجيل الجديد للحركة الإسلامية. وبخصوص ملاحظاته حول نتائج الاستمارة، وقف التليدي، باحث في المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، على ثلاث ملاحظات أساسية، إذ سجل من الناحية المعرفية أن النتائج التي خرجت بها الاستمارة بخصوص الدافع الديني لارتداء الحجاب تفوق ما توصلت إليه الدراسات السوسيولوجية التي أجريت في الموضوع، فقد أبرزت الاستمارة أن 84 في المائة قالوا بأن الدافع الديني هو السبب في ارتداء الحجاب، في حين لم تتجاوز النسبة 54 في المائة مع دراسة الإسلام اليومي، وفسر التليدي ذلك بكون العينة التي أجريت عليها الاستمارة هي من المحجبات وبارتفاع نسبة المحافظة في منطقة الشمال، لكنه أبرز أن ارتفاع الدافع الديني تقابله تحديات أخرى، إذ كشفت نتائج الاستمارة أن 10 في المائة يحتجبن بسبب التأثر بإحدى الفنانات والإعلاميات المحجبات، كما كشفت أن نسبة 9 في المائة يرتدينه لدوافع جمالية. وبخصوص الجانب السلوكي، أبرز التليدي أن نتائج الاستمارة كشفت التناقض بين المعرفي والسلوكي في تمثل الحجاب، إذ إن نسبة 84 في المائة يقلن إنهن ارتدين الحجاب لدوافع دينية، و 88,97 في المائة يعتبرن أنه واجب شرعي، في حين أن نسبة 47 في المائة فقط يعرفن الاستدلال الشرعي على وجوب الحجاب مع أن أكبر عينة هي من التلميذات والطالبات (تحدي ضعف المعرفة الدينية العلمية) وأزيد من 53 في المائة قالت بأن سبب عدم مراعاة الشروط الشرعية للحجاب هو الجهل بمقاصد الحجاب، وأشار المتحدث إلى ما أسماه الازدواجية على مستوى المعارف والسلوكات، في الوقت الذي تعتبره في أقل من 39 في المائة أن حجابهن تتوفر فيه الشروط الشرعية. يذكر أن الاستمارة التي جعلت محور مناقشة وتحليل في هذه الندوة أعدها فريق البحث داخل طنجة، واعتمد عينة تضم 417 محجبة، من مستويات عمرية ودراسية ومهنية ووضعية عائلية مختلفة، وتناولت دوافع ارتداء الحجاب، وأشكال تعبيراته، والعلاقة التفاعلية بين الحجاب والموضة.