كشفت تطورات حضور صورة المرأة في وسائل الإعلام بالمغرب، وفي ظل وجود الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام، غياب إرادة حقيقية لدى الفاعل الإعلامي لتحسين تلك الصورة، سواء تعلق الأمر بالإعلام الرسمي أو بالإعلام التجاري. كما كشفت السنوات الأربع التي عمرها الميثاق وبمناسباته السنوية التي تحرص الحكومة على إحيائها زيف السياسة الرسمية في الموضوع، والموجهة خصيصا للاستهلاك الخارجي، كما كشفت المدة التي عمرها الميثاق نفاق الفاعل الإعلامي الذي لا يتردد في إعلان الدفاع عن المرأة وكرامتها في الوقت الذي يصر على الارتزاق بصورتها وبشكل بشع. وتوحي طبيعة 6 جهات موقعة على الميثاق في 15 مارس ,2005 ( وهي كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين ووزارة الاتصال ووزارة الثقافة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية واتحاد وكالات الإشهار والإعلام وجمعية مهنيي الإشهار بالمغرب)، أن أمر تحسين صورة المرأة في الإعلام قد حسم، غير أن الذي وقع هو المزيد من الجرأة على كشف جسد المرأة على صفحات وشاشات وسائل الإعلام الرسمية منها والتجارية، كما استقطبت السوق الإعلامية المغربية أكثر المنابر الأجنبية جرأة على كشف جسد المرأة على صفحاتها الأولى بدعوى الانفتاح. وإذا كان الإعلام التجاري يتوسل بجسد المرأة لتحقيق الرواج التجاري وتنمية رأسماله، فإن فشل الحكومة على تطبيق الميثاق في وسائل الإعلام الرسمية له دلالات لا تقل عن غياب إرادة سياسية في الموضوع وتشجيع ثقافة الجسد لتحقيق أهداف سياسية على حساب قضية المرأة. التجديد تقارب الظاهرة في ملفها لهذا الأسبوع إسهاما منها في إثارة الانتباه إلى أخطر ظاهرة تمس كرامة المرأة في الإعلام، وفي تسليط الضوء عليها وفي تجديد النقاش حولها.