نظرا لأسباب كثيرة تحول بين الأسرة وتخصيصها لوقت اجتماعاتها؛ انتبهت بعض جمعيات المجتمع المدني إلى الموضوع وأصبحت تنظم ما يسمى بالملتقيات الأسرية، يجتمع فيها كل أفراد الأسرة ويتلقى كل فرد ما يناسب سنه واحتياجاته. نعرج هنا على بعض التجارب على سبيل المثال لا الحصر: فقد نظمت مؤسسة بسمة للتنمية الاجتماعية عدة ملتقيات أسرية بدأتها بملتقى حول التواصل بين الأزواج نظمته بالرباط، ونظمت ملتقيات أخرى لكل أفراد الأسرة استفاد فيها الأزواج من ورشات التكوين حول العلاقة بينهما، فيما خصصت للأطفال حصصا للألعاب والترفيه بتأطير لجمعية طفولية مختصة، ليأتي ملتقى آخر مخصص لعلاقة الآباء بالأبناء. حركة التوحيد والإصلاح بتنسيق مع جمعيات مدنية وشركة للألعاب خصصت لسنتين متتاليتين مهرجانا للأسرة استفاد فيه الكبار من التكوين والصغار من الألعاب والمسابقات. أما مركز الوئام للإرشاد الأسري بسلا فقد استخلص أهم أسباب مشاكل الأسرة من خلال الحالات الواردة على المركز لينظم السنة الماضية ملتقى أسريا استقدم له مؤطرين في التنمية الذاتية والأسرية، وكان فرصة للقاء الأسر بعضها ببعض، ولم يحرم الأطفال أيضا من الحضور بعد أن خصصت لهم فترة الترفيه في مكان خاص يؤطره مؤطرون تربويون. جمعية مودة بالقنيطرة هي الأخرى سارت على النهج ذاته بتنظيم ملتقيات أسرية سنوية، كان آخرها بقاعة للأفراح، وأسهمت طريقة جلوس الحاضرين في تواصل الأسر فيما بينها، لتنتبه إلى ضرورة تخصيص وقت لنفسها وسط كل أعباء الحياة. إنها تجارب بدأت طريق العلاج لتكمله الأسر بالتفكير في وضع برنامج للقاءاتها، مما سينعش حياتها ويحل مشاكلها ويحد جغرافيتها، لأن من لا يجد مكانا داخل أسرته لابد وأنه سيبحث عنه خارجه.