إن صاحب القناديل لا يمكن أن يكون إلا قنديلا وسراجا منيرا، ويحق لنا أن نسميه فقيه الأدباء وأديب الفقهاء في عصرنا الحالي. وهو كذلك صاحب المقامات والمنازل الإيمانية الرفيعة، والإشارات الأدبية اللطيفة البليغة، والمواجد الجياشة الصادقة، والقصائد المرصعة باللآلئ السجلماسية المنسمة بالنفحات الفيلالية. الحديث عن العلامة الأستاذ فريد الأنصاري طيب الله ثراه لا يخرج عن شهادة صادقة في حق عالم متميز سررت بالعمل معه سنوات طوال في رحاب الكلية والدرس الجامعي، وهو من المتخلقين بأخلاق العلماء الربانيين السائرين في مدارج السالكين، الذين عقدوا عزمهم على غاية تناهت في السمو المعرفي والبحث العلمي، فنذروا لها حياتهم، مجددين بذلك لأمتهم روحها الإنسانية الوضاءة الرفيعة: يضعون عنها أغلالها، ويحررون وجودها وكيانها، مستشرفين بزوغ فجر جديد، ومطلع شمس الحضارة الإسلامية في إطار منهج رشيد.لقد بذل رحمه الله جهدا كبيرا على نسق تناهى في جدية البحث والعلم وطلب المعارف والسمو بالتربية، فحق لاسمه أن يكتب بمداد الفخر في سجلات الرواد والأعلام، لا بقدر ما يريد النقاد والكتاب، بل بقدر ما يريد أصحابها، وبقدر إحساسهم بثقل وعظمة المسؤولية والأمانة التي حملوها، وصدق من قال: الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها وإن أبى عاد في أكنافها التلف إن القلب ليحزن..وإن العين لتدمع..وإنا على فراقك يا فريد لمحزنون..وإنا لله وإنا إليه راجعون. مولاي المصطفى الِهند أستاذ بجامعة الحسن الثاني المحمدية