ندد مناهضون للتطبيع بحضور وزير الداخلية الصهيوني السابق ستريت ميير إلى مراكش للمشاركة في المنتدى الدولي للسياسة المنظم من قبل المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، وألقى ستريت يوم الأحد 1 نونبر 2009 محاضرة في موضوع السياسة الدولية، تشبث فيها بهضم حقوق الفلسطينيين والدفاع عن تعنت الصهاينة في سياستهم الاستيطانية. ورأى مراقبون أن مشاركته كانت مجانية، وأن لوبيا في فرنسا يريد أن يفرض الصهاينة كلما تعلق الأمر بتنظيم في بلد عربي قبل أن تطبل له وسائل إعلام موالية للدولة الصهيونية. من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة إن محامين بصدد تحريك الشكاية التي رفعوها سنة 2006 لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط ضد حق المدعو عمير بيريتز، وزير الدفاع في الحكومة الصهيونية وزعيم الحزب العمالي الصهيوني، من أجل ارتكاب جرائم حرب. وجاء ذلك بعد وصول عمير إلى مراكش للمشاركة في المنتدى نفسه، وأضافت المصادر أن مناهضي التطبيع بالمدينة بصدد إنشاء مرصد ضد التطبيع يضع في لائحة سوداء كل المطبعين ويرسل رسائل تعريفية بالقضية الفلسطينية إلى هؤلاء، على أساس عدم علمهم بخطورة التطبيع، ويبقى في اللائحة كل من تعنت وتشبث بموقفه، ويحذف منها كل من تراجع واعتذر. من جهته أعرب الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي عن انشغاله العميق وتنديده الشديد بالأعمال غير المشروعة والخطيرة التي تقوم بها إسرائيل في هذه المدينة المقدسة، خاصة بباحات المسجد. مؤكدا لدى استقباله وزية الخارجية الأمركية هيلاري كلينتون التزام المملكة بالتوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول قضية الصحراء المغربية في إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي. ومن جهة أخرى، ووسط تشديدات أمنية كبيرة، وقف العشرات من مناهضي منتدى المستقبل أول أمس الاثنين أمام قصر المؤتمرات بشارع محمد السادس بمراكش احتجاجا على تنظيم هذا المنتدى بالمغرب للمرة الثانية. ورفع المحتجون طيلة ساعة كاملة شعارات مناهضة للسياسة الأمريكية المنحازة للعدو الصهيوني، كما تليت كلمة باسم الخلية التي دعت إلى الوقفة والتي حملت شعار جميعا من أجل مناهضة المشروع الأمريكي حمنتدى المستقبلح، وذكرت الكلمة بموقف الخلية ضد أهداف المنتدى الساعية إلى التطبيع مع الاحتلال الإمبريالي للعراق وأفغانستان، ومع الاستعمار الصهيوني لفلسطين مقابل إصلاحات اقتصادية لا جدوى لها، وحديث عن إصلاحات ديمقراطية جزئية مملاة من الخارج كبديل لحق الشعوب في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وقال عبد الالاه، عضو الخلية للتجديد إن الوقفة جاءت للتعبير عن رفض الغطرسة الامبريالية ومساندتها للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية، كما أن رسالة واضحة رافضة لكل مشروع يهدف إلى التطبيع مع الاحتلال. ويستمر انعقاد المؤتمر الذي فضل المنظمون عقده في قصر المؤتمرات النخيل البعيد عن المدينة، وحسب متتبعون فإن ما يجرى في المنتدى ما هو إلا مضيعة للوقت لاسيما في ظل الانحياز الأمريكي للطروحات الصهيونية التي تريد كل شيء مقابل عدم تقديم أي تنازل، وعرفت جلسة صباح أمس الثلاثاء لقاء كلمة الوزير المغربي الطيب الفاسي الفهري، والذي أكد فيها على ضرورة السير في طريق المفاوضات إلى حين الوصول إلى حل عادل. ومن المتوقع ألا تخرج الدورة السادسة بأي جديد، حسب المتتبعين أنفسهم، وتكرر توصيات الدورات السابقة، بعد تبديل كلمة الاصلاح السياسي بالاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وضرورة بناء ما يسمى بالشرق الأوسط الموسع.