افتتحت المحطة السياحية مازغان بيتش ريزورت بالجديدة أبوابها خلال حفل فني نظم السبت 31 أكتوبر 2009، وهي ثاني محطة سياحية كبرى رأت النور سنة 2009 في إطار المخطط الأزرق بعد محطة السعيدية. وكشفت أسبوعية لوطون أن محطة الجديدة التي أفتتحت أبوابها مؤخرا تحتوي على كازينو يحتوي على 415 آلة وطاولات بلاك جاك والبوكير. وأضافت المجلة التي أنجزت ملفا حول صول كيزنير ذي الأصول اليهودية، والمنعش المليادرير صاحب مازاكان الجديدة، أن هذا الاستثمار كلف 3,1 مليار درهم في الشطر الأول منه. وفي تعليقه على مدى نجاعة الاعتماد على استثمارات سياحية تضم كازينوهات، أكد محمد ياوحي أستاذ الاقتصاد الجامعي أن انسحاب سيجر التي تدير الثروة الملكية من استثمار مشبوه بالخارج ويستثمر في القمار، إشارة من أعلى سلطة بالمغرب للمغاربة بأن تكون استثماراتهم نظيفة. واعتبر ياوحي في تصريح لالتجديد أن الاستثمار في الكازينوهات وسيلة من وسائل تبييض الأموال، مشيرا أن المقبلين عليه رجال أعمال وإداريون ومختلسون يلجؤون إلى هذا النوع من القمار. وأوضح أن لهذه الكازينوهات انعكاسات اقتصادية واجتماعية تتعلق بالاعتماد على الكسب السهل، وتسهم في تخريج شريحة من المدمنين على القمار مستعدين للمقامرة بأي شيء، فضلا على استعمالها في تبييض الأموال. وأضاف أنه يجب إعادة النظر في الاستثمارات التي تضم مثل هذه الوجهات، على اعتبار أن الحانات مثلا مخصصة للأجانب، في حين أن المغاربة هم أهم زبائها، أما القول بأن الأمر موجه للأجانب طرح غير موضوعي يؤكد ياوحي. من جهته قال الأستاذ الجامعي المتخصص في السياحة عبد الفتاح أبو العز إن المغرب يستهدف السياحة الراقية، عكس تونس التي تستهدف السياحة المتوسطية، وأضح أن الاستثمارات السياحية الضخمة تتوفر على كازينوهات، على اعتبار أنها تستهدف ذوي الدخل العالي جدا. وأعطى المغرب في الفترة الأخيرة الضوء الأخضر للمستثمرين الأجانب في القطاع السياحي دون أي قيد أو شرط، وهو ما سهل من عملية انتشار الكازينوهات التي تحقق أرباحا كبيرة تصل إلى ملايير الدراهم، وذلك على الرغم من الدعوة إلى ضرورة المحافظة على خصوصيات المجتمع المغربي. وتبين بعض التقارير أن مداخيل الكازينوهات تفوق المليار سنتيم سنويا للواحد، وتخصص نصف هذه الأرباح للمصاريف، وما تبقى يعتبر أرباحا خالصة. وتستقطب هذه الكازينوهات بعض الأثرياء من المغرب وخارجه، وحسب هذه التقارير فإن حوالي 90 في المائة من زبناء الكازينوهات مغاربة من مختلف فئات المجتمع وكبار رجال الأعمال، فيما تتوزع النسبة الأخرى بين مواطنين خليجيين وآخرين من أوروبا. ويخسر الذين يتعاطون لهذه الألعاب أزيد من 500 درهم للفرد الواحدة بلعبة الآلات، وأزيد من 4000 درهم بالنسبة للعب على الطاولة، وتقدر أرباح كازينو واحد بأزيد من مليار سنتيم سنويا، على اعتبار أنها تستقطب المغاربة وغير المغاربة حسب بعض المهتمين.فهل يتوجه المغرب إلى الاعتماد على سياحة القمار؟ والتي بدأت تطفو على السطح في الآونة الأخيرة، وذلك بعد تنظيم أكبر تظاهرة عالمية للقمار هي الأولى من نوعها في القارة الإفريقية بكازينو السعدي التابع لأحد الفنادق بمدينة مراكش مؤخرا.