أكد خبير الحرب النفسية الصهيوني رون شلايفر بالمركز الجامعي في جامعة أرئيل أن حركة حماس نجحت في جني ثمار حربها النفسية التي تديرها ضد الاحتلال في قضية الجندي الأسير جلعاد شاليط. وقال شلايفر في تصريحات مع إذاعة الجيش الصهيوني: حماس نجحت في جعلنا طوال أسبوع كامل رهائنَ توتُّر فظيع، ننتظر فيه مقطعًا مصورًا لشاليط لا يتعدى ستين ثانية، وغرقنا في بحر التوقعات.. هل سيكون الشريط عبر الإيميل أم عن طريق شريط فيديو!!، مضيفًا: هذه هي الحرب النفسية الناجحة. واستطرد: الموساد فشل في منع حماس من خداعنا والتلاعب بنا طوال الوقت، فكيف لجهاز كبير أن يفشل أمام جهاز صغير في الحصول على معلومات تتعلق بجندي أسير واحد. وأشار إلى أن هناك شخصًا يجلس ويخطط وينظِّم، وأن هذا الشخص لا يستتر في مكان مجهول أو غير معلوم يتبع لحركة حماس، بل هذا الأمر جزءٌ من خارطة تمتدُّ من قضية إيهود باراك في لندن وتقرير جولدستون ومقاضاة ضباط عملية الرصاص المصبوب، مشيرا إلى أن هذا كله ينسج حبل المشنقة الذي سيوضع على عنق دولة الكيان، وأن هذه هي الحرب النفسية. وكان الشريط الذي ظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط لأول مرة منذ أسره قد شكل مادة دسمة للصحافة الإسرائيلية، وقامت العديد من وسائل الإعلام الصهيونية باستضافة خبراء نفسيين من أجل تحليل طبيعة حركات شاليط ومعالم وجهه. وبادرت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى الاتصال مع كثيرٍ من الخبراء النفسيين وغيرهم من المختصين، بهدف الاطلاع على تحليلاتهم لتلك الصور التي وصفتها بالفظيعة والمروعة، وعبّر الطبيب النفسي داني دروفي عن اعتقاده بأن شاليط كان متعبا وحزينا، وقال: >لقد كان الشريط تمثيليا، والحديث كان مموها، والنظرة تدل على الخوف والحزن، كما أن نظراته لم تكن ذات علاقة بمن يقفون حوله، وهذه دلالة على الخوف منهم، وأن كل شيء دار هناك عبارة عن تنفيذ تعليمات<. ويُضيف >إن فترة زمنية في سجن منفرد لها ما لها من السلبيات على صحة السجين، تتراوح بين اليأس والأمل، ولو أنك نظرت إلى عينيه ستجد بأنهما مطفئتان ولم يكن الحديث صافياً، لقد كان الحديث مخالفا للواقع الحقيقي الذي يعيشه شاليط<. وقال الطبيب النفسي إيتي جالسبور: >لم يبد على شاليط علامات جوع واضحة، مع أن وضعه الصحي يدلل على هبوط وانخفاض في وزنه، قياسا مع ما كان عليه قبل تجنده في صفوف الجيش<. وأشار إلى أن هناك دلالات من خلال تقريب الكاميرا إلى أظافره، مضيفا: >هذا يعني أن التغذية في الآونة الأخيرة جيدة ولا بأس بها، وأن الانخفاض في الوزن ناتج من خلال الوضع النفسي الكئيب الذي يعيشه<. ويواصل الطبيب النفسي قوله: >إن بشرة وجهه لا يوجد بها أي تشوهات أو أي جروح، وهذا يدل على أنه لم يعان من سوء تغذية أو أي نوع من التلوثات، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الكبد والطحال والجهاز الهضمي<. وألمح الخبراء إلى أن الكلمات التي قرأها شاليط كانت مُعدّة مسبقا، وأن حركة جسده كانت تدلل على طبيعة حياته التي يعيشها في الأسر. وتدلل الصور التي جاءت في الشريط على أن جلعاد كان يعيش حالة من العصبية، وكل ذلك برز جليا في معالم وجهه وعينيه بحسب أحد الخبراء. وقال أحد الخبراء النفسيين: شاليط كان يبتسم كلما ذكر كلمة المجاهدين، وكأنه يقولها بسخرية، وكان ينظر أحيانا إلى من حوله وكأنه يقول هل أنا أنفذ تعليماتكم بدقة كما تريدون أم لا؟