انتقد القيادي في حركة حماس محمود الزهار الثلاثاء شريط الصور المتحركة الذي بثته كتائب القسام الجناح العسكري لحماس على موقعها على الانترنت، والذي يوحي بان الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الاسير لدى القسام قد يلقى حتفه في الاسر. وقال الزهار في تصريح صحافي اثر اجتماع لنواب حماس مع وفد برلماني جنوب افريقي في غزة ان شريط الفيديو هذا "لا يعبر عن الموقف الرسمي لحركة حماس". ويظهر في الشريط رسم متحرك لوالد شاليط وهو ينتظر وصول ابنه فيفتح باب سيارة وينزل منها تابوت الجندي الاسير. وتابع الزهار في اشارة الى مشهد التابوت وهو يسلم الى ذوي شاليط "نحن لم ولن نقتل الجنود الإسرائيليين الاسرى، أخلاقنا وديننا يمنعاننا عن ذلك". واضاف الزهار أن الشريط "ليس محاولة سياسية أو إنسانية ولا يعكس موقف الحركة الذي هو ضد قتل الجنود الأسرى، ولا يسمح بذلك حتى لا يبرر الموقف الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين والعرب". من جهته عمل صلاح البردويل القيادي البارز في حماس على التقليل من اهمية الخلاف بين الزهار وكتائب القسام حول هذا الشريط. وقال في تصريح صحافي "نؤكد انه لا يوجد أي تناقض بين هذا المفهوم الذي قدمه شريط القسام وبين تصريحات الدكتور محمود الزهار حول أخلاقيات حركة حماس في تعاملها مع الأسرى". واكد ان "تعامل حركة حماس الأخلاقي مع الأسرى يصدر من منطلقات دينية عقائدية وإنسانية، ومن منطلقات سياسية تعمل بمقتضاها على الاحتفاظ بالأسرى بغية تحرير أسرانا في مقابلهم" مستنكرا "التفسير الصهيوني المقلوب عمدا لفحوى شريط القسام الكرتوني حيث كان واضحا أن الشريط يحمل العدو الصهيوني النتائج المترتبة على الاهمال وتبديد الوقت والمماطلة والخداع الذي تمارسه حكوماته المتعاقبة". وندد نوام شاليط والد الجندي جلعاد خلال حفلة خيرية اقيمت مساء الاحد ب"الحرب النفسية" التي تشنها حماس معتبرا انه من "الافضل لها ان تهتم بالمصالح الفعلية للاسرى الفلسطينيين والسكان العاديين في غزة المحتجزين رهائن منذ فترة طويلة من قبل قادتهم انفسهم". ومدة شريط الرسوم المتحركة ثلاث دقائق ويبدو ان الهدف منه الضغط على اسرائيل لانجاز صفقة تبادل شاليط مع مئات الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. ويبدو والد شاليط نوام في الشريط وهو يجول في شوارع مدينة اسرائيلية شبه مهجورة وقد شاخ كثيرا، وفي الوقت نفسه نسمع الصوت الفعلي لابنه جلعاد وهو يحث الحكومة الاسرائيلية على القبول بعملية تبادل الاسرى. وكلام شاليط مأخوذ من احدى رسائله التي سبق وتم بثها. وفي نهاية الشريط يشاهد نوام وهو يتسلم تابوت ابنه ملفوفا بالعلم الاسرائيلي، ولكن يتضح ان ما راه كان كابوسا استيقظ منه، وتظهر على الشاشة عبارة "ما زال هناك امل". ويبدو ان هدف حماس من هذا الشريط هو تحذير اسرائيل من ان المماطلة في عملية التبادل قد تؤدي الى ان يلقى شاليط مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اسر في جنوب لبنان عام 1986 ويرجح ان يكون توفي في الاسر. وسارع مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الى اصدار بيان ندد فيه بما سماه "الاستغلال الوقح لقادة حماس لمشاعر عائلة شاليط ما يكشف اكثر فاكثر الطابع الارهابي لهذه المنظمة". وكان نتانياهو سبق واعلن في مطلع اذار/مارس ان اسرائيل لا تزال تنتظر رد حماس على اقتراحه باطلاق سراح محتجزين فلسطينيين مقابل جلعاد شاليط في اطار مفاوضات غير مباشرة يقوم بها وسيط الماني باشراف مصري. ويقول نتانياهو ان اسرائيل موافقة على اطلاق سراح محتجزين فلسطينيين مقابل الجندي شاليط الا انه يعارض اطلاق بعض الفلسطينيين الذين يعتبرون "رموزا للارهاب" حسب قوله، والذين تطالب بهم حماس. ويبدو ان اسرائيل توافق على اطلاق سراح نحو 450 فلسطينيا مقابل شاليط المحتجز منذ الخامس والعشرين من حزيران/يونيو 2006.