قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية إن تخريج حفظة كتاب الله يأتي في سياق التغيُّر والتحوُّل الكبير الذي يشهده الشعب الفلسطيني في بناء الإنسان القادر على تحمل التبعات، وحمل مشروع التحرر من الاحتلال. وأكد هنية -خلال الحفل الذي نظَّمته وزارة الأوقاف مساء الإثنين (14-9) تحت عنوان "مسابقة الأقصى التاسعة للقرآن الكريم"، بمشاركة أكثر من 2740 متسابقًا من حفظة كتاب الله تعالى- دور هؤلاء الحفظة في مسيرة التحرير، وبذل كل غالٍ ونفيسٍ في سبيل ذلك، موجِّهًا التحية إلى وزارة الأوقاف وكافة العاملين فيها، على جهودهم الحثيثة في تحفيظ القرآن الكريم والدعوة إلى الله تعالى، وترسيخ قيم الإسلام على أرض فلسطين المباركة. وحضر الحفلَ النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية د. طالب أبو شعر. وأكد بحر من جانبه ضرورة توفير المناخ الطيب والأرضية المناسبة الحامية لمشروع المقاومة، والساعية إلى إغلاق ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية؛ لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني، وأضاف: "كل الرؤى التي تختزل الحق الفلسطيني، وتمنح الاحتلال شرعيةً على الأرض، وتنزع القدس منا، وتشرع في بناء "المستوطنات" على الأرض الفلسطينية؛ مرفوضة". وشدَّد على أن الشعب الفلسطيني في كل مكان موحَّد، "وأن كل الذين يحاولون أن يفرِّقوا وحدة شعبنا ويتآمروا عليه؛ لن يستطيعوا أبدًا النَّيل من عزيمته". وتقدم بالتهنئة إلى حفظة كتاب الله تعالى، وقال: "إن تخريج حفظة وحافظات كتاب الله هو انتصارٌ جديدٌ لشعبنا الفلسطيني، إضافةً إلى ما يحقِّقه من إنجازات، وإن حفظة كتاب الله هم جيل النصر القادم، وهم الطريق إلى تحرير بيت المقدس وفلسطين". من ناحيته، تناول د. أبو شعر دور وزارته في تحفيظ القرآن الكريم، وخدمة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحًا أن وزارته قامت بهذه المسابقة من أجل أن تُعلي شأن القرآن الكريم بين الشعب الفلسطيني. وأردف أن الوزارة قامت بتفعيل كافة دوائر الإدارة العامة لحفظ القرآن الكريم؛ حيث خرَّجت العام الماضي 1400 حافظ، مؤكدًا أنه بعد انقضاء شهر رمضان ستخرِّج 6 آلاف حافظ آخرين. وفي سياق غير بعيد، بيَّن أبو شعر أن لدى الوزارة 35 لجنة زكاة قدمت المساعدات النقدية والعينية للمتضررين من أبناء الشعب الفلسطيني من جرَّاء الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة؛ حيث وصلت هذه المساعدات خلال عام إلى مليون دولار.