استغرب المقرئ الإدريسي أبو زيد قيام من أسماهم بحراس ثقافة السلام بالمغرب بإزالة مجموعة من مواد التاريخ وفقراته من المقررات الدراسية، والتي كان آخرها موضوع حول يوسف بن تاشفين ومعركة الزلاقة إرضاء لإسبانبا، في مقابل تشبث هذه الأخيرة بتاريخ لأزيد من 400 سنة من تعذيب المغاربة والمسلمين في إسبانيا في إطار محاكم التفتيش. في مقابل تشبث الصهاينة بحقهم في الذاكرة، مضيفا أن المعركة اليوم هي معركة على المعلومة والفكرة والحقيقة، وهو ما يشتغل عليه الصهاينة في مختلف المجالات. واستنكر المقرئ الإدريسي في محاضرة بعنوان القدس ومخاطر التهويد يوم الأربعاء 2 شتنبر 2009 بمقر وزارة الثقافة بالرباط أن تصل سلع إسرائيل إلى الأسواق المغربية، واستمرار التطبيع والغزو الإعلامي الصهيوني، مؤكدا أنه من المفارقة أن الهبة والغضبة أثناء المحاولة الأولى لحرق المسجد الأقصى ولبناء الكنيس الأول، كانت شعبية ورسمية، حكاما ومحكومين، والأنظمة العربية تداعت إلى الرباط وأسست المؤتمر الإسلامي، مضيفا أن حريقا جزئيا أتى على المحراب ومنبر صلاح الدين الأيوبي وبعض أغشية السواري الخشبية وبعض النقوش وبعض الأفرشة، وكان رد الفعل مؤسسي واستراتيجي، وهو قيام أقوى هيأة جامعة للمسلمين وأكبرها وأعلاها، وهي منظمة المؤتمر الإسلامي، والتي دخلت غرفة الإنعاش منذ سنوات طويلة، ونحن لا نتمنى لها الوفاة ولا نرجو لها بديلا في أحوالنا السيئة، واستغرب أبو زيد أن تكون هناك خمس كنائس يهودية اليوم تحت المسجد الأقصى في ظل الصمت والتخاذل. واعتبر أبو زيد في المحاضرة التي نظمتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة بتنسيق مع حركة التوحيد والإصلاح. فرع الرباط، أن العالم الإسلامي يعيش زمنا اشتد فيه الأمر على أهل فلسطين وقل النصير، مضيفا أن العالم الإسلامي كان فيما مضى أكثر نشاطا وأكثر حماسا وأشد غضبا وأكثر استنكارا بالقول والفعل، والحركة الفردية والجماعية لما يقع على فلسطين من ظلم وما يتهدد القدس من مخاطر وما يشتد على إخوتنا الفلسطينيين من أهوال، مضيفا أنه اليوم بمنطق هذه الغيرة يجب أن يكون نشاطنا وحركتنا وصراخنا أكثر ارتفاعا، وحركتنا ونجدتنا ولهفتنا وإغاثتنا لإخوتنا أشد، لأن الخطر يتصاعد، وبتصاعد الخطر ينبغي أن يتصاعد رد الفعل.