قال مسؤولون سابقون وحاليون إن وكالات الأمن الوطنية الأمريكية ما زالت تفتقر إلى المتحدثين باللغات الأجنبية والمترجمين بعد ثماني سنوات من أحداث 11 شتنبر التي أشعلت فتيل الحرب على عدو غالبا ما يتواصل بلغات ولهجات غريبة. فضمن تقرير الميزانية لعام ,2010 كتبت لجنة خاصة بالمخابرات تابعة لمجلس الشيوخ ما وصفته صحيفة واشنطن تايمز بأنه تحذير نادر وشديد يفيد أن الكادر اللازم من موظفي المخابرات الأمريكية القادرين على قراءة وكتابة لغات إقليمية مثل البشتو والداري والأوردو، ما زال غير موجود. ويقول التقرير إن هذه الفجوة أضحت غاية في الأهمية في هذه الحرب خاصة في المسرح الباكستاني الأفغاني حيث يقوم عناصر طالبان والقاعدة بإرسال الرسائل النصية والإلكترونية بلغات تجاهلتها المخابرات الأميركية منذ .2001 وأشار مسؤولون إلى أن التنصت على المكالمات الهاتفية والإذاعية بلغة المنطقة المحلية أمر هام لمراقبة معسكرات الإرهاب وتحركاتهم في المناطق القبلية الباكستانية. النائب الجمهوري عن ميتشيغان وهو من كبار اللجنة الخاصة بالمخابرات قال لواشنطن تايمز إن الوكالات الأميركية ما زالت في مأزق بشأن اللهجات التي كانت توصف بأنها غير هامة إبان الحرب الباردة. بعض المسؤولين في المخابرات يقولون إنهم عرضوا مبالغ مالية كبيرة لاستقطاب المزيد من المترجمين، غير أن التوظيف ما زال بطيئا وأن بعض المرشحين لا يجتازون الفحص الأمني. ومن جانبه، أقر مسؤول سابق في المخابرات للصحيفة بالصعوبة الشديدة في عمليات البحث عن مترجمين والتدريب على التحدث بلغات غريبة. ويؤكد تقرير اللجنة الخاصة بالمخابرات أن النقص الحرج والمستمر في مترجمي بعض اللغات يسهم في ضياع معلومات استخبارية ويؤثر على قدرة الوكالات على فحص ما تجمعه من معلومات. في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه، أول أمس الثلاثاء، أن حوالي 60% من الأمريكيين يعارضون الحرب في أفغانستان، وذلك فيما أظهرت حصيلة رسمية أن شهر غشت كان الأكثر دموية للقوات الاميركية في هذا البلد منذ اندلاع الحرب أواخر .2001 وبحسب الاستطلاع الذي أجرته شبكة سي ان ان، فقد أبدى 57% من الأمريكيين معارضتهم للحرب في أفغانستان، مقابل 54% قبل شهر و48% في ماي و46% في أبريل. بالمقابل أعرب 42% فقط من المستطلعين عن تأييدهم للحرب، بزيادة نقطة مئوية واحدة عما كان الوضع عليه قبل شهر (41%)، ولكنها نسبة أقل بكثير مما كانت عليه في ماي (50%) وكذلك في أبريل (53%). من جهة أخرى، اعتبر 62% ممن شملهم الاستطلاع أن الولاياتالمتحدة ليست بصدد تحقيق انتصار في الحرب الدائرة في افغانستان، وهي نسبة أقل بقليل مما كانت عليه في فبراير 2009 (64%). بالمقابل ازدادت بنسبة ملحوظة شريحة الأمريكيين الذين يعتقدون أن بلادهم لن تربح أبدا الحرب الدائرة في افغانستان، حيث أصبحت نسبة هؤلاء المتشائمين 40% مقابل 35% فبراير.