اوليفر نوكس (ا ف ب) اكد تقرير جديد لمجلس الشيوخ الاميركي، ان مسؤولين اميركيين كبارا ، وليس ""مجرد موظفين صغارا"" ، يقفون وراء تقنيات الاستجواب القاسية التي انتشرت من معتقل غوانتانامو الى سجون افغانستان والعراق. وسيؤدي هذا التقرير، الذي اعدته لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي، ويقع في261 صفحة بعد تحقيقات قامت بها حول المعاملة التي خص بها الاميركيون المعتقلين في اطار ""الحرب على الارهاب"", الجدل الدائر حول تقنيات اعتبرت الى حد كبير تعذيبا. وكانت اللجنة ، التي يرأسها السناتور الديموقراطي ، كارل ليفين، نشرت ملخصا للنتائج التي توصلت اليها في دجنبر الماضي. لكنها ابقت التفاصيل قيد الكتمان خلال اجراءات رفع السرية عنها في وزارة الدفاع. وقال ليفين في بيان، ان التقرير يكشف ان تأكيدات كبار مساعدي الرئيس السابق جورج بوش ""بان التجاوزات بحق المعتقلين، يمكن ان تعتبر اعمالا غير شرعية ارتكبها +بضعة موظفين صغارا+, خاطئة"". واضاف ان ""التقرير هو ادانة لسياسات الاستجواب التي اتبعتها ادارة بوش ولكبار المسؤولين في الادارة الذين حاولوا القاء هذه الانتهاكات -- مثل تلك حدثت في ابو غريب وغوانتانامووافغانستان -- على عاتق جنود"". وقال التقرير ان المسؤولين الاميركيين بدأوا الاعداد لما اصبح يعرف بتقنيات ""الاستجواب المتقدمة"" بعد اشهر من اعتداءات11 شتنبر2001 ، وقبل اصدار سلسلة مذكرات تؤكد ان هذه الممارسات قانونية. وجاءت هذه التقنيات من تعزيز برنامج عسكري معروف باسم ""بقاء فرار مقاومة وفرار"" (سرفايفال ايفيجن ريزيسنتنس اند ايفجن - اس اي آر اي), يهدف الى تدريب العسكريين على مقاومة ضغوط العدو عند استجوابهم, اذا كان لا يطبق الحظر الدولي للتعذيب. وبين هذه التقنيات الصفع ، وتعرية المعتقلين، او جعلهم في اوضاع تشكل ضغطا عليهم ، الى جانب ""الايهام بالغرق"". واكد التقرير ان احد المعتقلين اجبر على ""النباح ، والقيام بحركات خاصة بالكلاب"" ، بينما اجبر آخر على ""ارتداء طوق خاص بالكلاب"" لاضعافهما. وشملت جلسات الاستجواب ""اهانة الدين"" ، و""غزو المكان من قبل نساء"". ونقل التقرير عن مسؤولين قولهم ان بعض هذه الوسائل القاسية كانت مستخدمة قبل غزو العراق في مارس2003 ، نظرا لخيبة امل واشنطن من العثور على ادلة تربط بين تنظيم القاعدة وبغداد. كما نقل التقرير عن الطبيب النفسي في الجيش، الميجور بول بروني ، قوله عن بعض جلسات الاستجواب في غوانتانامو ، ""على الرغم من ان بعضها سمحت بالحصول على معلومات، وبعضها كان مفيدا، كنا نركز على الحصول على دليل يربط بين القاعدة والعراق"". واضاف ""لم ننجح في تأكيد العلاقة بين القاعدة والعراق. وبقدر ما كان شعورنا بالاحباط بسبب الفشل في ايجاد هذا الرابط (...) كان الضغط يزداد بما يتناسب مع الاجراءات للحصول على نتائج فورية"". كما اشار التقرير الى تفاصيل عن تحذيرات جاءت من خبراء عسكريين وغيرهم تفيد ان هذه الاساليب القاسية تسمح بالتوصل الى نتائج استخبارية ""اقل اهمية"" من وسائل اخرى. وقال ان الوكالة المشرفة على البرنامج ""بقاء فرار مقاومة وفرار"" ، كتبت في مذكرة سنة 2002 ""اذا حصل محقق على معلومات بعد تطبيق وسائل قاسية جسديا ومعنويا, فان دقة وصحة هذه المعلومات مشكوك فيها"". واضاف ""بعبارة اخرى, الفرد الذي يخضع لالم شديد يمكن ان يعطي جوابا اي جواب او عدة اجوبة لوقف الالم"".