تسلم مسلمو أراغون وقشتالة وجنوب الأندلس، واكستير مادورا أوامر الطرد خلال فترة السنة التالية. واستقرت أغلبية المهاجرين المطرودين في المغرب، وعلى سواحل شمال إفريقيا وخاصة في وهران، تونس، تلمسان، تطوان، الرباط، وسَلا. بينما سافر العديد منهم براً إلى فرنسا، إلا أنهم أجبروا على الهجرة إلى إيطاليا، وصقلية، أو اسطنبول إثر اغتيال هنري ملك نافار على يد رافيلاك وذلك في مايو عام .1610 قدر عالم الديموغرافيا الفرنسي هنري لابيري، وذلك من خلال تقارير الإحصاء الرسمية للسكان، ومن خلال قوائم المسافرين على متن السفن، أن هناك حوالي 275000 مسلم إسباني قد هاجروا خلال السنوات 1609/1614 من مجموع 300000 مسلم إسباني. ولا يتساوى هذا التقدير المعتدل مع الروايات المعاصرة العديدة التي تقدر عدد المسلمين بحوالي 600000 مسلم، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن العدد الكامل لسكان إسبانيا في ذلك الوقت كان بحدود سبعة ملايين ونصف المليون نسمة فقط، فهذا يشكل بحد ذاته نقصاً حاداً في القوة البشرية المنتجة، وفي ريع الضرائب، وهو ما يبرهن على الرفض المتوالي لطرد المسلمين من قبل أغنياء إسبانيا، ذلك أنهم كانوا يعتبرون المسلمين موردا اقتصاديا كبيرا. وفي بلنسية التي فقدت حوالي الثلث من سكانها، فقد هُجرت نصف قراها في عام .1638 وهناك تضارب مماثل حول عدد المسلمين الذين قتلوا خلال التمرد المسلح، أو أثناء رحلتهم إلى المنفى. كما جاء في دراسة ل بيدرو أزنار كاردونا الذي برّر في بحثه مسألة الطرد، والذي نشر في عام ,1612 أنه توفي أزيد من 50 ألف مسلم، وذلك بين شهري أكتوبر 1609 ويوليوز 1611 أثناء محاولتهم مقاومة طردهم، في حين أنه توفي أزيد من 60 ألف مسلم أثناء رحيلهم خارج البلاد سواء براً، أم بحراً، أو على أيدي إخوانهم في الدين بعد أن تم إنزالهم على الساحل الشمالي الإفريقي. وهذه الأرقام وحدها تؤكد أن سدس المسلمين قد أبيدوا خلال فترة السنتين. وقد أشار هنري تشارلز لي بعد دراسة المصادر المعاصرة أن نسبة وفاة المسلمين تقع ما بين ثلثي وثلاثة أرباع مجموع عددهم. والموريسكيون، وهم الأندلسيون الذين بقوا في إسبانيا بعد سقوط غرناطة واستمروا فيها إلى غاية بداية القرن السابع عشر- وقد لجأ 100 ألف منهم إلى تونس، واستقبل المغرب حوالي 50 ألفا، والجزائر 25 ألفا، في حين لجأت مجموعات أخرى إلى بلدان مثل ليبيا ومصر وجنوب فرنسا وتركيا وأمريكا اللاتينية والهند.