تستضيف تونس مابين 20 إلى 23 مايو 2009 المؤتمر العالمي الاستثنائي الرابع عشر للدراسات الموريسكية الذي يتزامن مع المئوية الرابعة لطرد الموريسكيين من الأندلس سنة 1609 - والموريسكيون هم الأندلسيون الذين بقوا في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، واستمروا فيها إلى غاية بداية القرن السابع عشر- وقد لجأ 100 ألف منهم إلى تونس، واستقبل المغرب حوالي 50 ألفا، والجزائر 25 ألفا، في حين لجأت مجموعات أخرى إلى بلدان مثل ليبيا ومصر وجنوب فرنسا وتركيا وأمريكا اللاتينية والهند.. وسيجتمع خلال هذا المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، خبراء من مختلف دول العالم سيطالبون إسبانيا بإعداد وثيقة تاريخية ذات أبعاد تاريخية وثقافية على شكل اعتذار حضاري على هذه المأساة الإنسانية التي تعرض لها المسلمون في الأندلس بعد أن طردوا وجردوا من ممتلكاتهم منذ أربعة قرون، على غرار الاعتذار الذي قدمته إسبانيا لليهود المطرودين من الأندلس. وسيطالب المؤتمر جميع القادة السياسيين العرب والخبراء والمؤسسات البحثية بالمشاركة في الدفاع عن التراث الأندلسي، وإنشاء مؤسسة لترجمة الدراسات الجامعية والأطروحات والمؤلفات التي أنجزت حول هذا الموضوع، بحيث تكون متاحة للباحثين والجمهور في العالم العربي والإسلامي، الذين ما زالوا يجهلون هذه المأساة الإنسانية التي وقعت في بداية القرن السابع عشر. وفي سياق متصل كانت صحيفة إيل بيريوديكو دي كاطالونيا قد ذكرت أن إسبانيا قررت تخليد الذكرى الأربعمائة على طرد حوالي 300 ألف من الموريسكيين سنة1609 الذين أرغموا على مغادرة شبه الجزيرة الايبيرية واللجوء الى المغرب والجزائر وتونس. وكانت الصحيفة قد أشارت في مقال لها تحت عنوان إسبانيا تخلد الذكرى المائوية الرابعة لطرد الموريسكيين إلى أنه إذا كان الطرد القاسي لليهود خلال فترة حكم الملكة إيزابيل والملك فيرناندو لقشتالة وأراغون موضوع يعرفه الجميع في إسبانيا فإن مأساة حوالي 300 ألف من الموريسكيين - أحفاد مسلمي الاندلس - موضوع غير معروف بالشكل الكافي. وأوضحت أن العديد من جمعيات وهيئات مسلمي إسبانيا تعتزم مطالبة مجلس النواب الإسباني بتقديم الاعتذار لأحفاد الموريسكيين المطرودين من إسبانيا كما تم القيام بذلك سنوات من قبل تجاه اليهود.