ارتفعت القروض الخطرة لدى الأبناك خلال يونيو الماضي مقارنة مع ماي ب700 مليون درهم؛ منتقلة من 29,1 إلى 29,8 مليار درهم، إذ وصلت نسبتها من مجمل القروض 6 في المائة. وعرفت هذه القروض التي تعرف أيضا بالقروض المعلقة الأداء تأرجحا خلال الأشهر الستة الأخيرة ارتفاعا ما بين يناير ومارس وانخفاضا إلى غاية ماي. وسجلت القروض الاستهلاكية ارتفاعا خلال الفصل الأول من السنة الحالية، إذ وصلت إلى سقف 28 مليار درهم خلال يونيو من السنة الماضية مقابل 27 مليار ونصف مليار درهم خلال ماي، وحافظت هذه القروض على وتيرة تطورها خلال الأشهر القليلة الماضية. وفي تعليقه على هذه المؤشرات، أكد عبد القادر بندالي الخبير المالي والاقتصادي أن الاقتصاد المغربي دخل مجال الديون، وهو نظام مستورد، مضيفا أن 30 في المائة من زبائن الأبناك يصرفون أموالا لم يربحوها بعد، وهذه الشريحة تشمل الموظفين أو الذين لهم أجر قار وبعض الفئات الأخرى. وأكد بندالي في تصريح لالتجديد أن الأبناك المغربية تسير في نفس نهج الأبناك الأجنبية، خصوصا الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي من الممكن أن تؤدي إلى الإفلاس خلال 10 أو 15 سنة القادمة، على اعتبار أنها تثقل الاقتصاد والشركات والمستهلك بالقروض. وحذر المصدر ذاته من تداعيات هذا الاتجاه على الجانب الاجتماعي، لأن المغرب دخل إلى ثقافة الديون، مما أدى إلى بروز العديد من المشاكل العائلية والسكنية. وقال بندالي إن إحدى الدراسات التي ستصدر قريبا تؤكد أن النظام الاقتصادي المبني على نسبة فائدة في حدود صفر، ينتعش 10 مرات مقارنة مع النظام الربوي، بالإضافة إلى أنه يتيح انتقال السيولة ما بين الأفراد بسرعة فائقة، وارتفاع نسبة المردودية. واعتبر بندالي أن 70 في المائة من السيولة في الاقتصاد المغربي تتم بدون نسب الفائدة، مثل أصحاب المحلات التجارية أو الصيدليات الذين يقدمون قروضا غير ربوية، موضحا أن تقلص هذه النسبة إلى 50 في المائة بإمكانه أن يهدم النظام برمته. من جهته سبق لوالي بنك المغرب أن صرح بأن البنوك الإسلامية اختيار، ولم يختر بنك المغرب أن يعطي ترخيصا للأبناك الإسلامية لأن الطلبات كانت كثيرة بالنسبة للسوق المغربي، وتلقى البنك طلبات من كل من قطر وأبو دبي والكويت والبحرين وليبيا، بالإضافة إلى طلب داخلي. وأضاف قائلا: نحن لدينا نية حسنة، معتبرا أن النظام سيتم توسيعه، ذلك أن البنك بصدد دراسة نوافذ أخرى موجهة للمقاولات، ولتسهيل المأمورية قلنا للبنوك أن تتعامل مع هذه النوافذ في إطار شركات متفرعة لها، وما لا يدرك كله لا يترك جله. وأشار بندالي أن اعتماد نوافذ إسلامية لدى الأبناك المغربية مجرد تلاعب، مبرزا ضرورة الاعتماد على نظام جديد تكون فيه نسبة الفائدة في معدل الصفر.