السلام عليكم ورحمة الله، مشكلتي أنني أصبحت مدمنا على مشاهدة التلفاز، فأنا أحب التلفاز كثيرا نظرا لعدم وجود أصدقاء كثر، أو ربما بسبب انطوائي، فأنا دائما أشعر بالكسل الشديد والوخم والصداع نظرا لنومي أحيانا أمام التلفاز وأحيانا تنتابني الأفكار السيئة وأحس بالاكتئاب... أفكر في البحث عن وظيفة ولكنني أخاف إن وجدتها أن لا أذهب أحيانا لعدم انتظام أوقات نومي. بين يديك نعم كثيرة لكن تحتاج إلى إرادة عزيزي، أنت تعيش أغلى فترات حياتك وهي الشباب واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ واعلم أن الله تعالى يوم القيامة سيسألك عن عمرك فيما أفنيته وعن شبابك فيما أبليته، واعلم أن الوقت شيء ثمين في حياة الإنسان وأنه محدود وإذا ضاع منك لا يمكن تعويضه ويمضي بسرعة كبيرة جدا. فأنت عزيزي بين يديك الكثير من النعم لكن تحتاج إلى إرادة قوية وإلى اتخاذ قرار بأن تستثمر وقتك أحسن استثمار، واعلم أن تغيير العادات القديمة يأخذ وقتا طويلا ويحتاج إلى مجهود أكبر لذا عليك أن تحسن استثمار وقتك فالشباب إذا ذهب لن يعود والصحة أيضا، وستأتي عليك مراحل مستقبلا تصبح فيها موظفا ورب أسرة وعندك انشغالات متعددة يصعب معها أن تجد وقتا لنفسك لذا استغل هذه الفترة أحسن استغلال. ضع لنفسك برنامجا حدد من خلاله أهدافك في الحياة وأولوياتك التي يجب أن تركز عليها ثم ضع لنفسك برنامجا يوميا واحرص على أن تطبقه حتى إن لم تطبقه في البداية بنسبة مئة في المئة فليس مشكلا، حاول مرات ومرات حتى تصل إلى نتيجة جيدة وابحث عن رفقة جيدة أو انخرط في جمعيات خيرية أو ثقافية أو جمعيات تهتم بالبيئة أو الرياضة وتعرف على مجموعة تمارس معهم رياضة معينة في الهواء الطلق وبشكل منتظم. كما يمكنك أن تنخرط في إحدى دور القرآن وتشغل نفسك بحفظ القرآن وتجويده. كما أنصحك أخي أن تحرص على الصلاة في المسجد ومن الأفضل أن تبقى في المسجد بين صلاتي المغرب والعشاء ـ قلل من مشاهدتك للتلفاز كل يوم انقص جزءا معينا حتى تصل إلى نتيجة جيدة. وفي الأخير اعلم عزيزي أنه لا قيمة للحياة بدون عمل جاد والوقت إذا ضاع فقد ضاع عمرك فالحق واستثمر ما تبقى من وقتك فإن الوقت يمضي بسرعة والحياة دقيقة تمضي ودقيقة تأتي فاحرص على أعمال هادفة في الدين أو في الدنيا واعلم أن ضياع الوقت أو قتله تخلف وقلة وعي. والله الموفق مدربة في الجمعية المغربية للتربية ورعاية الأسرة