أكد المشاركون في مائدة مستديرة نظمت الأسبوع الماضي بالدار البيضاء حول الطرق البديلة لتسوية النزاعات أن الوساطة هي الوسيلة المثلى لحل النزاعات التجارية. وأبرزوا خلال هذا اللقاء، الذي نظمته جمعية من أجل تقدم المديرين حول موضوع مدير المقاولة في مواجهة الطرق البديلة لتسوية النزاعات: التحكيم والوساطة، أن الوساطة تتوخى إعادة التواصل وتسهيل عملية التفاوض بفضل وجود وسيط بين الطرفين المتنازعين؛ شرط أن يكون محايدا ومستقلا ويتم اختياره برضى المتنازعين. وبهذا الخصوص، أوضح رئيس الجمعية سعد الكتاني أن الإيقاع المتسارع الذي يميز الاقتصاد الوطني كما هو الحال مع العالمي وتعقيداتهما أضحت تشكل مصدرا رئيسيا للنزاعات. واعتبر في كلمة تليت باسمه أنه بالنظر إلى المدة الزمنية والتكاليف التي يمكن أن تصرف لتسوية النزاعات أمام المحاكم، بات من الضروري البحث عن طرق أخرى لتسوية المنازعات كاعتماد التحكيم والوساطة ووضعهما حيز التطبيق، وهو ما يمكن أن يشكل رهانا مربحا من شأنه أن يسهم في تقدم المقاولة. وأشار إلى أن الوساطة، التي تعد إجراء سريا لتوقي وتسوية الصراعات والنزاعات والأزمات تنبعث من مبادرة ذاتية تبتغي التوصل إلى حل منصف ودائم، مبرزا أهمية اللجنة المشتركة بين القطاعين العام والخاص التي أحدثت في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الوساطة في المغرب من أجل تيسير وتشجيع اللجوء إلى الطرق البديلة في تسوية النزاعات. وتضم هذه اللجنة ممثلين عن وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة ووزارة العدل ووزارة الشؤون الاقتصادية والعامة والاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجموعة المهنية لبنوك المغرب. كما أبرز المشاركون في هذه المائدة المستديرة أهمية القانون 0508 لدجنبر ,2007 الذي قام بتبسيط تسوية النزاعات وأدرج الوساطة الاتفاقية كطريقة بديلة وجديدة لتسوية النزاعات. وقام بتنشيط المائدة المستديرة السيد المهدي الروسي الإدريسي المسؤول عن القطب القضائي بوزارة الشؤون الاقتصادية والعامة، ونسيبة الفاسي الفهري من وزارة العدل، وعابد كبادي رئيس لجنة قواعد الوساطة بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورشيد الساسي من الشركة المالية الدولية، وجون ميشيل ماس من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. يذكر أنه تم في يونيو الماضي إحداث (المركز الأورو متوسطي للوساطة والتحكيم) بالدار البيضاء في خطوة تؤكد ريادة المغرب في مجال الوساطة، وكذا قدرته على تمكين رجال الأعمال بالمنطقة من فضاء شفاف وذي مصداقية لحل الخلافات والمنازعات.