كد الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في نابلس أن خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يعكس قناعته هو والحركة الإسلامية بأن هناك ميزان قوى جديدًا في المنطقة لم يعد فيه الاحتلال الصهيوني ومِن خلفه الإدارة الأمريكية قادرين على إلحاق هزيمة ساحقة بمخالفيهم. وقال قاسم في تصريح خاص لـ المركز الفلسطيني للإعلام الخميس (25-6): هذا الخطاب ينطلق من حقيقة واقعية بأن هناك ميزان قوى جديدًا في المنطقة لصالح قوى المقاومة، وأنه سيحظى بالاعتراف تدريجيًّا . وأشار إلى أن بعض القادة العرب وسلطة رام الله لا يزالون رهناء وهْم ميزان القوى القديم، بينما رؤية مشعل تنطلق من أن الكيان الصهيوني لم يعد قادرًا على القيام بسحق المقاومة ولا الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضًا. وشدد قاسم على أن تأكيد مشعل التمسكَ بالمقاومة أراد به ردًّا واضحًا على من تحدث عن تخلي حماس عن سلاحها، لا سيما إشارته إلى عملية أسْر الجندي الصهيوني غلعاد شاليط واحتمال تكرارها. وتابع: إن الزعم الذي تحدث عن تخلي حماس عن مقاومتها أمر مردود من البداية، علمًا أن هذا الأمر تجلى في الحرب الأخيرة التي أظهرت خلالها الحركة صمودًا وأفشلت محاولة إقصائها ، مشددًا على أن خيار المقاومة يتماشى مع الموقف التاريخي الذي يحاول البعض القفز عليه. ورأى قاسم أن تأكيد مشعل الثوابتَ الفلسطينية المتمثلة في من حق العودة وتقرير المصير وإستراتيجية المقاومة يؤكد أنه في موقع قوة، وأشار إلى أن طرح مشعل الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) أمرٌ يعيد تقديم المبادرة السياسية لكي يكون الأمر مفتوحًا أيضًا على الجانب السياسي. وفيما يتعلق بدعوة مشعل العربَ إلى إستراتيجية جديدة تجمع بين المقاومة والسياسة، رأى قاسم أن هذه الدعوة لا قيمة لها عند هذه الأنظمة العربية التي تربط نفسها بالمشروع الأمريكي، مؤكدًا أن خطاب مشعل متوازن ومعقول، وأنه وضع الأمور حسب ميزانها القديم، لا وفق جعجعات، وإنما وفق أسس واضحة من المعرفة والتنظيم والاستعداد