أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس أنه بعد التاسع من شهر يناير القادم، لن تكون هناك أية شرعية لأي رئيس سلطة إلا عبر الانتخابات وفي ظلِّ الوفاقِ الوطني. وشدد مشعل في كلمةٍ ألقاها خلال أمسية رمضانية أقامتها حركة حماس مساء أمس السبت، في العاصمة السورية دمشق أن حماس لن تقبل ما ينتقص من حقوقِ الشعب الفلسطيني، وقال: لن نقبل أية تسويةٍ يصنعها المفاوض الفلسطيني، تنتقص من حقوقِ شعبنا وثوابته الوطنية، مضيفًا أنه لا يستطيع أي قائدٍ عربي أو مسلم أو فلسطيني، أن يُوفِّر غطاءً لمثل هذه الأمور. وفي ظلِّ التطورات على الساحة الدولية، أوضح مشعل أن أمريكا خذلت أقرب الأصدقاء إليها، وهي اليوم مشغولة بانتخاباتها، ومشغولة بملفات دولية فرضه عليها الكيان الصهيوني، ومشغولة بالعملاق الروسي والعملاق الصيني، وبالتالي اعتبر أن الولايات المتحّدة باتت غير مهتمّة بالمنطقة، خاصّةً بعد أن فشلت عسكريًّا، وكذلك فشلت كل سياساتها في المنطقة. ودعا مشعل القادةَ العرب إلى إعادة النظر في خياراتنا السياسية، ونحن قادرون على اشتقاق قراراتٍ واقعيةٍ للغاية حسب وصفه، كما دعاهم إلى طرد الوساوس بأن أمريكا تُهيمن علينا، مبيِّنًا في الوقت نفسه أنَّه لا بأس من التعامل مع أمريكا ولكن بنديَّة. من جهةٍ أخرى؛ عبَّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن استغرابه من الموقف العربي الجديد بشأن الانقسام الفلسطيني، قائلاً: استوقفني ما ذهب إليه بعض العرب في أن يُحمِّلوا الشعبَ الفلسطيني المسئولية، بعد سنة وثلاثة أشهر أصبحت الخلاصة في أن الفلسطينيين هم الذين يتحمَّلون المسئولية، واصفًا هذا الحكم بـالقاسي. وأوضح أن السبب الأول للانقسام الفلسطيني هو التدخل الخارجي، فالجنرالات الأمريكيون يدربون أجهزةً أمنية جديدة في الضفة الغربية يستبعدون عنها كل مناضل، ويريدون أدوات بلا تاريخ، مرتزقةً يجلبهم الدولار. أمَّا السبب الثاني فهو أطراف في الساحة الفلسطينية لم تتحمل اختيارات الشعب السياسية، فانقلبت على نتائج صناديق الاقتراع، وأكد أن حركته طرقت كل أبواب الحوار، وتجاوبت مع الجهود السعودية والمصرية والسورية واليمنية والسنغالية، ووقَّعت على إعلان صنعاء، وتدخلت إسرائيل والولايات المتّحدة، وكان تشيني في المنطقة وهدَّد بشطب إعلان صنعاء. كما ثمَّن خالد مشعل المبادرة التي قام بها المتضامنون الأجانب بإدخال السفينتين إلى قطاع غزّة، ودعا قادة الأمة وخصَّ منهم الرئيس المصري والملك السعودي ورئيس الجامعة العربية وكل قادة العرب، أن يُبادروا إلى كسرِ الحصار، وتساءل مشعل: أيعجز العرب عن أن يتنادوا إلى قرارٍ أصيلٍ يُرضي الله والضمير ويعلن العرب فيه كسر الحصار من جانبٍ واحد؟. ودعا مشعل قادة الأمَّة أيضًا إلى حماية الساحة الفلسطينية من التدخُّلات الخارجية، وقال: نحن نتمنى على الجامعة العربية أن تضع فيتو على كل تدخلٍ دولي أو إقليمي، وركَّز على أن المصالحة الوطنية الفلسطينية يجب أن تكون حقيقية تضع كل العناوين، ولا تقتصر فقط على ما يُطرح علينا اليوم بشأن قطاع غزة وحكومة التكنوقراط، معلّلاً ذلك بالحاجةِ إلى معالجة الانقسام بأسبابه وتداعياته وصولاً لحلِّ المسائل الشائكة وبالتحديد ترتيب البيت الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأجهزة أمنية جديدة، والتأسيس لاحترام نتائج الديمقراطية. وفيما يخصُّ قضية تبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني وحركته؛ جدَّد مشعل تأكيده أن حماس لم ترجئ ملف المفاوضات بهذا الشأن، ولم تبالغ في إدارة هذا الملف، وأعلن في هذا السياق رفض حماس للابتزاز من الجانب الصهيوني لتقليص العدد، وأعلن كذلك حرص حماس على إتمام الصفقة بأسرعِ ما يمكن، وقال: سنتجاوب مع كلِّ الجهود كلها؛ لأننا نريد ما يوصلنا إلى الهدف.