حصد حزب الأصالة والمعاصرة يوم الأربعاء 24 يونيو 2009 رئاسة ثلاث مقاطعات من أصل خمسة بمدينة مراكش وبدون منافس أو نقاش من حلفائه، وهي مقاطعة مراكش المنارة ومراكش جيليز والنخيل، والتي يحضر فيها مرشحوه فيما يغيبون في مقاطعة سيدي يوسف بن علي ومراكشالمدينة؛ بعد طرد نجيب وكيل لائحته بها. وتحدث الكثيرون عن خداع الهمة لحلفائه الذين منحوه أصواتهم لرئاسة مجلس المدينة. وكما هو الحال في رئاسة مجلس المدينة، والتي فازت بها فاطمة الزهراء المنصوري عن حزب التراكتور، طغت لغة التعليمات، وفرض حزب الهمة على حلفائه كلا من ميلودة حازب لرئاسة مقاطعة النخيل، وزكية المريني لرئاسة مقاطعة جيليز، وعدنان بن عبد الله لرئاسة مقاطعة مراكش المنارة، وكلهم وكلاء التراكتور، إذ حصلوا على أغلبية الأصوات، فيما منحوا حلفاءهم نيابات رمزية لمستشارين من الدرجة الثانية، بعد حصول مستشاري الهمة أيضا على النيابة الأولى في مقاطعة المنارة وجيليز، فيما لم يتسن معرفة الأمر في النخيل. ومن جهة ثانية لم يحرك الأصالة والمعاصرة ساكنا لمساندة أحد حلفائه في مقاطعة مراكشالمدينة؛ تاركا المعارضة تفوز برئاستها في شخص محمد بنلعروسي عن الحركة الشعبية بـ23 مقابل ,19 وبدعم من قبل عمر الجازولي العمدة السابق وآل العروسية المحجوب رفوش مهندس حملته الانتخابية، ونجيب رفوش المطرود من التراكتور، فيما انقلبت الكفة في مقاطعة سيدي يوسف لصالح الدستوري محمد المعطاوي مساندا من قبل الحزب العمالي ضد الرئيس السابق محمد المنبهي عن الحركة الاجتماعية وفي غياب الأصالة والمعاصرة التي لم يحصل وكيل لائحته على العتبة. وبذلك، وكما تم تداوله في كواليس المقاطعات التي جرت فيها الانتخاب، خرج الهمة منتصرا في معركة التحالفات بعدما وجد اللين من قبل حلفائه أمام تعليماته، فيما خرج أبرز أسماء الأحزاب المتحالفة بخفي حنين، في انتظار ما ستعرفه الأيام القادمة من مفاجآت. ويبقى كثير من مناضلي الأحزاب المتحالفة مع الهمة متخوفين من سلوك آخر للأصالة والمعاصرة بلجوئه إلى وضع عراقيل في مسألة انتخاب اللجان، أو منح التفويضات لنوابه، وسيبقى ما يأتي من الأيام مناسبة لمعرفة ذلك.