حددت نسبة 30.1 في المائة فقط من الناخبين البيضاويين في اقتراع 12 يونيو، الخريطة السياسية الحالية لمدينة الدارالبيضاء، من أصل مليون و749 ألف و797 ناخبا مسجلا بالمدينة الميتروبولالتي اختيرت نموذجا للتدبير بواسطة العمادة، وتمثل أكبر تجمع حضري على المستوى الوطني (1,317 كلم مربع)، حيث تجاوزت ساكنتها 6,3 مليون نسمة بحسب إحصاء سنة ,2004 فيما تسجل حركة كثيفة لإعادة انتشار الساكنة في المجالات الضاحوية التي استقبلت في نفس المدة أكثر من 300 ألف نسمة إضافية. وتفيد معطيات الانتخابية التفصيلية للمقاطعات المدينة الستة عشر التي تمتد على مساحة 1273 كلم مربع، أن أقل نسبة مشاركة سجلت بمقاطعتي آنفا، ومولاي رشيد إذ لم تتجاوز20 في المائة، تليها مقاطعة سيدي مومن بنسبة 61,20 في المائة،وبحسب المعطيات ذاتها فأعلى نسبة بلغت 35 في المائة بمقاطعة عين الشق، ثم 30 في المائة بمقاطعة سباتة، وأيضا ببلدية بوسكورة. كما سجلت بعمالة المحمدية نسبة مشاركة بلغت 27 في المائة. ويرى المهتمون أن نسبة المشاركة المتدنية بمدينة الدارالبيضاء، دليلا على مشاعر إحباط واسع إزاء السياسات الحزبية وتاريخ من الوعود التي لم تتحقق، ويقول سكان المناطق الأكثر فقرا إن شراء الأصوات شائع، وأن الأمية تحول دون وصول الرسالة السياسية إلى المواطنين. وكانت نتائج دراسة ميدانية بمدينة الدارالبيضاء، كشفت في إطار استطلاع رأي ضم عينة من الشباب مكونة من 200 مستجوب، تتراوح أعمارهم ما بين 17 و23 سنة، خلال الفترة الزمنية المتراوحة ما بين 15 أبريل و15 ماي .2003 أن 60 في المائة من الشباب صرح بأنه لا ينوي التصويت في الانتخابات الجماعية، بينما صرح 40 في المائة بأنهم سيصوتون واشترطوا النزاهة و الكفاءة كمعيار أساسي للتصويت. وسجل تحليل هذه النتيجة توجس الشباب من الأحزاب السياسية وعدم ثقتهم فيها. وكمثال جلي على ذلك فإن 6 في المائة فقط صرحوا أنهم ينوون التصويت على أساس الانتماء الحزبي، وأن العمل السياسي وفقا لتصور هؤلاء الشباب مجال للانتهازية وعدم الوفاء بالوعود، مما خلف لديهم شبه قطيعة تجسدت في تكون رؤية تصورية لا تستأنس بما هو سياسي ولا تثق فيه.