لم يتجاوز عدد الملاعب الرياضية بالدارالبيضاء الكبرى خلال سنة 2007 ، 312 ملعبا رياضيا و 284 قاعة خاصة لفنون الحرب، كما تكشف عن ذلك إحصائيات مندوبيات الشبيبة والرياضة. تجهيزات تتقاسمها من منظور المجال الترابي للجهة، 16 مقاطعة و 5 جماعات حضرية و 10 جماعات قروية، تنتشر على امتداد ترابي تقدر مساحته ب 1140,54 كلم مربع، ولساكنة حضرية تصل حسب نتائج آخر إحصاء عام الى 3 ملايين و 414 ألفاً و 500 نسمة، وقروية إلى 300 ألف نسمة. وتقدر، وفق ذات المصادر، الفئة العمرية من الجنسين المعنية والمؤهلة لولوج هذه البنيات والبالغة من العمر من 10 إلى 69 سنة، بحوالي مليونين و 856 ألفاً و 591 نسمة. هذا ويتضح من قراءة أولية في خريطة توزيع التجهيزات تلك بالدارالبيضاء الكبرى 2007، أن عدد ملاعب ألعاب القوى لا يزيد عن 5 ملاعب تتمركز كلها بمقاطعات عين السبع الحي المحمدي (3)، ومقاطعات الدارالبيضاء أنفا (2)، بينما ووفق المصادر ذاتها، يصل عدد ملاعب كرة اليد الى 36 ملعباً، والكرة الطائرة إلى 22 ملعباً، والكرة الحديدية الى 19 ملعباً، وكرة الريكبي الى ثلاثة، وكرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية، إلى 72 ملعباً! المعطيات تفيد بأن رياضات النخبة، والمتعلقة هنا تحديداً، وكما هي مبينة في إطار خريطة التجهيزات الرياضية بملاعب كرة المضرب وملاعب الفروسية، أن الأولى تتوفر على 42 ملعباً وهي في هذا تتجاوز ليس فقط من حيث الكم، ولكن أيضاً من حيث الكيف، الكثير من الرياضات المدرسية ( ألعاب القوى، اليد، الطائرة، السلة) والثانية على 8 ملاعب. هذا بينما يصل عدد القاعات المخصصة للرياضة إلى 51 قاعة، معظمها، حسب إفادة خبراء الرياضة، لا تستوفي المواصفات والمقاييس القانونية المتعارف عليها دوليا. من جانب ثان، تشير البيانات الى أن شبكة المسابح بالدارالبيضاء كواجهة أطلسية استراتيجية لا تتعدى 14 مسبحاً. وفي السياق ذاته، تكشف المعطيات بشأن الأندية الرياضية المنضوية تحت لواء الجامعات، أن عددها في مختلف الفروع الرياضية يصل الى 574 نادياً، تحظى منها رياضة فنون الحرب ب 312 نادياً، هذا في حين لا تتوفر رياضة الجمباز والزوارق الشراعية إلا على ناد واحد لكل منهما. بالموازاة مع ذلك، تفيد المعطيات بشأن الجمعيات المسرحية بالجهة، أن عددها وصل خلال سنة 2007 إلى 64 جمعية برقم منخرطين يصل، كما تسجله مندوبيات الشبيبة والرياضة ، إلى 3 آلاف و 567 منخرطاً سجل أعلى رقم لديهم المنخرطون بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بألف و 770 منخرطا. بينما لم يتجاوز عددهم ال 25 فرداً بإقليم النواصر. أما في ما يتعلق بالجمعيات الثقافية والسياحية، فإن عددها ، تقول المصادر، هو في حدود 287 جمعية، أما منخرطوها فيقدر عددهم ب 26 ألفاً و 218 فرداً، أكبر تجمع لها الجمعيات يتمركز أيضاً بمقاطعة عين السبع الحي المحمدي ب 53 جمعية و 14 ألفاً و 180 منخرطاً. إلى ذلك، وبخصوص دور الشباب التي تشكل كبنية استقبالية فضاء حيوياً للأنشطة الثقافية والترفيه لساكنة الدارالبيضاء الكبرى من الشباب ومن الجنسين، فإن عددها عن سنة 2007، كما تكشف عن ذلك الأجهزة المسؤولة، لا يزيد عن 38 داراً، تفتقد الى خدماتها كبنية استقبالية، كل من مقاطعة عين السبع (104987 نسمة) وسيدي بليوط (390.000 نسمة)، الهراويين (21205 نسمة)، الجماعة الحضرية النواصر (15530 نسمة)، الجماعة القروية سيدي موسى بن علي (8747 نسمة)، سيدي موسى المجدوب (11589 نسمة)، وأولاد صالح (15839 نسمة). وارتباطاً بالموضوع، وبخصوص عدد المنخرطين بدور الشباب ال 38، وبالعودة إلى نتائج الإحصاء العام للسكان، يتبين أن رقمهم لا يتجاوز لدى الفئة العمرية البالغة من 10 إلى 15 سنة، 13 ألفاً و 737 منخرطاً، وذلك من أصل مجموع أطفال ساكنة الجهة البالغة من 10 إلى 14 سنة التي تقدر الأوساط الإحصائية الرسمية عددهم ب 321 ألفاً و 697 نسمة، ما يعني من منظور آخر، أن نسبة المنخرطين من هذه الفئة العمرية بدور الشباب لا تزيد عن 4,27 في المائة. البيانات ذاتها تفيد من جانب ثان، أن نسبة الانخراط هذه، تكاد تقارب الى حد ما نسبة انخراط الفئة العمرية البالغة 15 سنة فما فوق، والتي تقدر مندوبيات الشبيبة والرياضة عدد النشطاء منهم بهذه الدور، خلال سنة 2007، بحوالي 72 ألفاً و 399 فرداً، وذلك من أصل مليونين و 110 آلاف و 214 نسمة من ساكنة الجهة المحددة أعمارهم بين 15 و 49 سنة. لتكون بذلك نسبة المنخرطين من هذه الفئة بدور الشباب لا تمثل بنظر مجموع هذه الفئة العمرية أكثر من 3,43 في المائة. وفي مجال ذي صلة، وعلى درجة من الأهمية في مجال الأنشطة الثقافية والرعاية الاجتماعية، يأتي دور الأندية النسوية. المعطيات المتوفرة لدينا برسم سنة 2007، تقول إن عددهم بالجهة لا يزيد عن 19 نادياً، وعدد المستفيدات منهم لا يتخطى عتبة الألفين إلا ب 168 فتاة. وبالنظر إلى مجموع المقاطعات والجماعات الحضرية والقروية والفئة العمرية المعنية كما أبرزنا ذلك سابقاً يتضح بجلاء مدى الخصاص الذي تعاني منه الجهة بشأن هذا النوع من النشاط، على اعتبار أنه أحد المسالك الأساسية في عملية إدماج وإعادة إدماج وتأهيل هذه الشريحة الاجتماعية بالمجالين الحضري والقروي على السواء في مجال الأنشطة الموازية باحتواء ظاهرة الهدر المدرسي الذي يعصف سنويا بالمئات، إن لم نقل الآلاف من الفتيات خارج أسوار المدرسة. ليبقى السؤال الذي ظل الخوض فيه خارج دائرة اهتمام وانشغال مسؤولي الشأن العام المحلي، سواء في إطار المجلس البلدي والمجموعة الحضرية، أو في إطار نظام وحدة المدينة المعمول به حالياً، والمتعلق بالتجهيزات الرياضية والثقافية لشباب الدارالبيضاء الكبرى الذي يزيد عددهم اليوم عن المليونين و 100 ألف شاب، يفرض نفسه وبذات الدرجة من الأهمية على أجندة مسؤولي المدينة، طالما أن الهشاشة وضعف البنية الاستقبالية في أكثر من مقاطعة وجماعة حضرية وقروية ، المُشَكِّلَة للمركب الاداري للجهة، تظل العنوان الأبرز والسائد للامبالاة التنمية المحلية، يتمثل في ما إذا كانت وجهة نظر القائمين على مشروع وحدة المدينة تملك الإرادة السياسية في تجاوز بنية الاختلال السائدة بهذا الشأن وفق حكامة تدبيرية جيدة قريبة، متوسطة، وبعيدة المدى، أم أن سياسة الهروب الى الأمام ستبقى القاعدة والاستثناء في ذات الآن في إنتاج وإعادة إنتاج ذات الأزمة بذات المواصفات وذات القناعات لذات الفئة العمرية من الجنسين؟!