صدرتم تقريرا بخصوص الانتخابات الجماعية، ما هي النتائج الأولية لهذا التقرير؟ أسهم في التقارير الجهوية والمحلية حوالي 250 مراقبا، واشتغلنا على هذا التقارير التي توصلنا بها بشكل مستقل، والنقطة الرئيسية هي غياب الممارسات السابقة للتدخل السافر للدولة، ولكن النقاش الذي يوجد حاليا هو حول طبيعة الحياد الذي يجب أن تلتزم به الدولة، هل هو حياد إيجابي حسب القاموس المغربي، أو حياد سلبي. وبينت الدولة خلال هذه الانتخابات أن يوم الاقتراع عرف صرامة وحضورا، وعدد من التقارير تشير أن هناك ضبطا للمكاتب خلال صباح الجمعة، ولكن مساءا حضور الدولة اختفى، وبالتالي كل الأخطار يمكن أن تقع. والحركة العامة أن الانتخابات دالة وتعبر عن الوضع الحالي الذي تمر به البلاد، وأن بعض الحالات عرفت سلوكات فردية وحيثيات عرضية هنا وهناك. ما هي طبيعة التحالفات الممكنة حسب النتائج التي حصلت عليها الأحزاب السياسية؟ ما يمكن أن يستقرأ من الخريطة أن الأحزاب حاضرة من خلالها وأغلب الأصوات أخذتها أحزاب حصلت على 09 في المائة من الأصوات حسب وزارة الداخلية، وهذه اللائحة للأسف تعرف ملاحظة مفادها أن المنتخبين في حالات عديدة أعيان وشخصيات، وهو ما يعني أن الطابع البراغماتي يغلب على الطابع الإديلوجي أو الانحياز الفكري والسياسي، وستغلب لغة الواقعية بحكم طبيعة الأشياء وطبيعة المنتخبين. واعتبر أن حزب العدالة والتنمية من الأحزاب القليلة التي مازالت تتميز بحضور حزبي. ولكن الخريطة تفرز حضورا قويا للأعيان والشخصيات الذين يمكن أن يغيروا الأحزاب مستقبلا في محطات أخرى، وستغلب الواقعية حسب الميزان القوى المحلي وحسب الذكاء وأسلوب عمل الناس الذي يوجدون في كل موقع، ولم يبق معيار حكومة معارضة، إذ ستخترق هذه القاعدة. ما هي التغييرات التي ستفرزها هذه الانتخابات على المشهد السياسي؟ عندما أرى حصيلة الانتخابات، أتصور بأنه هناك مكتسبات، وبدأ يتأكد الطابع التنافسي النسبي في حدود معين، وهي حدود ليس هي التي يجب أن تكون، على اعتبار أن الحجم الكبير لعدم المشاركة، والتعبئة الضعيفة، بالإضافة إلى الجوانب السلبية، وهناك تراجع تدخل الدولة الذي ألفناه.وهناك أشياء إيجابية وأخرى سلبية ولكن على العموم، أكدت الانتخابات مكتسبات إيجابية وعيوبا سلبية وعيوبا في الوضعية الحالية.وعلى العموم يبدو لي أن هذه الانتخابات لم تحدث تغييرات ذات دلالات على الوضع السياسي القائم، وسيبقى الوضع كما كان في السابق. رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية