أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تقييمها الأولي للوضع الإنساني في إقليم سوات بباكستان وقالت إنها قلقة جدا. وأكدت اللجنة أن المدنيين في الإقليم، الذي يشهد حملة عسكرية حكومية مكثفة ضد مسلحي طالبان، يحتاجون إلى المساعدات الفورية والدعم الشامل. ودعت اللجنة إلى السماح لفرق الإغاثة بالوصول إلى مناطق الإقليم دون عوائق. وقال أحد مسؤولي الصليب الأحمر زار المنطقة إنه لا توجد كهرباء ولا مياه وأن الطعام نادر والمنشآت الطبية لا تعمل. وقال شهود عيان من بلدة مينجورا، قلب منطقة القتال في سوات، إن البلدة دمرت تماما مع استخدام الجيش للأسلحة الثقيلة وقصفها بالصواريخ وقذائف المدفعية. وكان الجيش الباكستاني قد وعد بالانتصار على مقاتلي طالبان في وادي سوات شمال غرب في غضون يومين أو ثلاثة، وذلك بعد أكثر من شهر من شن هجومه الواسع النطاق، كما أعلن وزير الدفاع الباكستاني سيد أطهر علي أول أمس. وقال سيد أطهر علي خلال مؤتمر إقليمي حول الأمن في سنغافورة إن العمليات العسكرية في سوات وبونر والمناطق المجاورة تكاد تنتهي تماما. وأضاف لم يبق سوى 5 إلى 10% من العمل الواجب إتمامه ونأمل في سحق جيوب المقاومة خلال يومين أو ثلاثة. وأعلن الجيش الباكستاني السبت الماضي أنه استعاد السيطرة على مينغورا كبرى مدن سوات والمحطة الاساسية في هجومه على الاسلاميين، بعد معارك ضارية. ويشارك حوالي 15 ألف جندي في الهجوم على منطقة سوات لمحاربة ألفين من مقاتلي طالبان. وأعلن الناطق باسم الجيش أطهر عباس أن قوات الأمن تسيطر على المدينة وقد انتهت معركة مينغورا، مؤكدا أن تلك المدينة باتت الآن تحت سيطرة الجيش تماما. ولم يتسن التأكد من الخبر لدى مصدر مستقل في مناطق المعارك المحظورة. ويبلغ عدد سكان مينغورا التي سيطر عليها مقاتلو طالبان، في الظروف العادية، حوالي 300 ألف نسمة، غير أن المدينة أخليت من جميع سكانها تقريبا في الأسبوعين الأخيرين. وقد شن الجيش في 26 أبريل هجوما واسع النطاق لتطهير وادي سوات ومحيطه من مقاتلي طالبان الذين سيطروا على المنطقة تدريجيا منذ سنتين بعدما كانت الوجهة السياحية الاولى في البلاد. وأضاف الجنرال أطهر عباس أن الأمن يسود مينغورا، لكن المعارك متواصلة في مناطق أخرى من سوات الجبلية، حيث تواجه القوات الحكومية عناصر طالبان. يشار إلى أن الحكومة الباكستانية خصصت الجمعة الفائت مكافأة قيمتها خمسون مليون روبية أكثر من 600 ألف دولار لاعتقال مولانا فضل الله، القيادي في طالبان.