أكد باحثون ومهتمون بالقضية الفلسطينية أن فلسطين مركز الثقل للأمتين العربية والإسلامية، وطالبوا بأن تكون ذكرى النكبة مُستنهضةً الهممَ والصمودَ والإيمانَ بالنصر من عند الله، مشددين على أنها ذكرى التمسك بالثوابت والحفاظ على الحقوق، خاصة حق العودة. جاءت التوصيات خلال مؤتمرٍ علميٍّ عُقد الخميس (21-5) في قاعة فندق الكومودور في غزة بعنوان فلسطين.. لن يطول ليل الغاصبين في ذكرى النكبة الحادية والستين نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع اللجنة العليا لإحياء الذكرى الـ61 للنكبة، برعاية رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية. استنهاض الهمم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور طالب أو شعر قال من جهته: انطلاقًا من ديننا الحنيف والالتزام بقضايا المجتمع وبالتنسيق مع اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة؛ تم عقد المؤتمر العلمي لإحياء ذكرى النكبة، وإن استحضارنا إياها ليس من أجل البكاء وإثارة الأحزان، وإنما من أجل استنهاض الهمم، ولتكون حافزًا قويًّا لإطلاق الطاقات للحفاظ على الحقوق والثوابت . ونوَّه أبو شعر بأن الذي هُزم في حربَي 48 و67 لم تكن الشعوب العربية، إنما الأنظمة السياسية العربية الذي جلبت أسلحة فاسدة، وأشار إلى دور الشعوب العربية التي استشهد كثير من أبنائها على أرض فلسطين. ولفت إلى أن فلسطين تمثل مركز الثقل للأمتين العربية والإسلامية، وأن الخلافة الإسلامية القادمة سيكون مركزها بيت المقدس. وشدد وزير الأوقاف على أن فلسطين بحاجةٍ إلى نصرةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ، مبيِّنًا وجوب العمل على إحياء ذكرى النكبة وتنشيط الذاكرة الفردية والجماعية؛ لكي تكون ماثلة في الأذهان. نكبةٌ بطعمٍ آخر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر حسام أحمد أكد بدوره أن هذه الذكرى جاءت لتؤكد التعهد بحماية المسجد الأقصى المبارك، وتقديم التضحيات والشهداء. وقال القيادي في حركة حماس محمد شمعة في كلمته بالنيابة عن رئيس الوزراء: هذه الذكرى تأتي هذا العام بعد معركة الفرقان ولها طعمٌ آخر يجدد الأمل للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية . ولفت إلى أن الاحتلال منذ وجوده كان يستهدف إسقاط الشباب، إلا أنه فشل رغم محاولاته حينما قامت الانتفاضة الأولى، واليوم يفشل في معركة الفرقان التي أكدت صمود الشعب الفلسطيني في التحدي ومواجهة الاحتلال. ونوَّه بأنه تم خلال معركة الفرقان -بعون من الله تعالى- إفشال مخططات الاحتلال، سواء التي تم الإعلان عنها، أو التي لم يتم الإعلان عنها، متمنيًا أن تكون الذكرى القادمة ذكرى انتصار القدس وتحقيق حق العودة من خلال الصمود والثبات. وتحدث خلال أولى جلستَي المؤتمر الدكتور يونس الأسطل الذي تقدم بورقة عمل بعنوان فلسطين من منظور قرآني ؛ ذكر من خلالها أن شعب فلسطين سيكون لهم الشرف في القضاء على الفساد الصهيوني، فيما قدَّم عبد اللطيف أبو هاشم ورقة عمل بعنوان فلسطين في العقل الصهيوني ؛ أشار من خلالها إلى أن الباحثين من الاحتلال الصهيوني يحاولون دس السم في العسل من خلال إضافة معلومات غير صحيحة عن فلسطين بالادعاء أن المسجد الأقصى موجودٌ في السماء لا على أرض فلسطين، كما أنهم يجنِّدون أبحاثهم في غرس مقولات غير صحيحة. ولفت إلى وجود باحثين متوفر لديهم كافة الإمكانيات من أجل دراسة كل شيء عن المعركة الصليبية وكيف انهزم الصليبيون أمام قيادة صلاح الدين؛ وذلك لقرب أهداف الاحتلال من أهداف الصليبيين. وقدَّم الدكتور زكريا السنوار ورقة عمل بعنوان نكبة فلسطين.. الأسباب والآثار ؛ ذكر من خلالها ما تسبَّبت فيه النكبة من فقدانٍ للهوية التاريخية الفلسطينية، واحتلالٍ للقدس الغربية، وتهجيرٍ لأكثر من مليون فلسطيني من أراضيهم، وخضوع الفلسطيني لأوضاعٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ متباينةٍ. وفي الجلسة الثانية قدَّم الباحث صالح النعامي ورقة عمل بعنوان زوال الكيان الصهيوني بين الحلم والحقيقة ، فيما قدَّم الدكتور خالد الخالدي ورقة عمل بعنوان دور العلماء في تحرير فلسطين وجيل النصر المنشود ، في حين قدَّم الدكتور يوسف فرحات ورقة عمل بعنوان دروس من الصراع مع اليهود .