على خلاف الوعود المتكررة بأن تكون الدورة الثامنة لمهرجان موازين محطة مصالحة مع القيم والتقاليد المغربية، وعدم تكرار ما حصل في السنة الماضية، فوجئ الجمهور يوم انطلاقة المهرجان، والذي صادف الذكرى 61 لاغتصاب فلسطين من قبل العصابات الصهيونية، بتقديم المغنية الأسترالية كيلي مينوغ بمنصة السويسي، في حفلة اتسمت بتركيزها على الإثارة الجنسية، حيث غلب على حفلها الذي نقل موقعها صورا له منطق الإيحاءات الجنسية، سواء بلباسها أو على الفرقة المرافقة لها، والرقص الجنسي القائم على التركيز على الجسد وإبراز مؤهلاته الجنسية، فضلا عن الأغاني، مما حول الحفل إلى مهرجان لإثارة الغرائز الجنسية، خاصة وأن المنظمين وضعوه في خانة الحفلات المجانية المفتوحة بمنصة السويسي، مما أدى إلى ارتفاع الحضور لأزيد من 40 ألف متفرج. وقد سبق أن أجاب أحد مسؤولي المهرجان عن سؤال عن مدى احترام المغنيين الذين تم استدعاؤهم للقيم والأخلاق المغربية، وبما يحول دون تكرار ما حصل في السنة الماضية عندما أقدم مغني فرقة المنحرفون على رفع ملابسه أمام الجميع، وتساءل البعض بعد سهرة الجمعة الماضية حول مدى علم المنظمين بطبيعة غناء هذه المغنية؟ وهل تحدثوا مع المغنية حول قيم المجتمع وكل ما يمكن أن يصدم المتفرج المغربي المسلم، كما يصرحون بذلك؟ أم أن الأمر يتجاوزهم؟ ليجد الجمهور نفسه يوم الجمعة وقد تحول مهجران موازين من مهرجان للفن كما يقول إلى مهرجان للإثارة الجنسية. يشار إلى أن ميزانية المهرجان بلغت أزيد من مليارين و500 مليون سنتيم، كما بلغ عدد المنصات المخصصة للعروض 9 منصات موزعة على 10 أماكن للعروض ما بين المفتوحة والمغلقة (المسرح). عدد العروض فيها يصل إلى 89 عرضا على مدى تسعة أيام، أي بمعدل 9 عرض في اليوم أو أكثر. وحسب المدير الفني للمهرجان عزيز الداكي فإن الجديد لهذه السنة هو تنظيم ورشات في الموسيقى على مدى أربعة أيام خاصة بتلاميذ معاهد الموسيقى. إضافة إلى تنظيم معرض كبير خاص بالفنانين التشكيليين العرب المعاصرين الذي انطلق يوم السبت 16 ماي بباب الرواح، والذي يعرف مشاركة 19 فنانا تشكيليا يعيشون في أوربا وأمريكا من المغرب وتونس والجزائر ولبنان ومصر والعراق والبحرين وفلسطين.