أزقة ضيقة، وطرقات غير معبدة، وأكوام من الأزبال المتراكمة وسط الدوار، يتخذها الأطفال ملعبا لكرة القدم... منظر يشد الزائر بمجرد ولوجه لدوار الأشهب لغنادرة بالجديدة والذي كان مسرحا لجريمة قتل أخ الجنرال أخيرا، هذا الدوار الذي كان تابعا لجماعة الحوزية إلى وقت قريب والوافد الجديد على المدار الحضري لمدينة الجديدة، يعتبر نموذجا حيا للأوراش التي لازالت مفتوحة على مصراعيها إلى وقت غير معلوم. كما يعيش فيه السكان دون أدنى مقومات العيش الكريم، السيدة لطيفة شهيد التي تسكن بالدوار قرابة 14 سنة قالت لـالتجديد بأنها لا تتوفر على الماء الصالح للشرب وكانت تتزود به من السقاية الوحيدة التي كانت بالدوار، والآن أصبحت مجبرة على تدبير مبلغ 1500 درهم رغم الظروف القاسية التي تعيشها كما عاينت ذلك التجديد، لتستفيد من شبكة الربط بالماء الصالح للشرب الذي تشرف على تسييره جمعية سكان الغنادرة للتنمية، أسر أخرى صرحت أنها لا تستطيع توفير ولو درهم واحد لربط منازلهم بقنوات الماء الصالح للشرب نظرا لظروف الفقر التي يعيشونها، وهؤلاء يشتكون من إقدام المسؤولين على إغلاق السقاية - التي كان يستفيد منها الجميع - بحجة أن الدوار استفاد من عملية الربط الفردي بالماء الصالح للشرب، الأمر الذي نفاه عدد من السكان الذين لازالوا في حاجة إلى السقاية إلى حين توفير المبالغ المالية المطلوبة لذلك. ساكنة الدوار كذلك عبرت عن قلقها الدائم من الخطر الذي يتهدد أبناءهم و بناتهم أثناء ذهابهم وعودتهم إلى المدارس وأماكن عملهم بوسط مدينة الجديدة وذلك لوجود مقطع من الطريق (المهشمة) المؤدية إلى الدوار بمنطقة خلاء، قرب سجن سيدي موسى والتي تفتقر لأبسط شروط الأمن والأمان . وبخصوص موضوع الماء الصالح للشرب، توصلت التجديد أثناء زيارتها للدوار بالعديد من الشكايات التي وجهها عدد من سكان الدوار إلى كل من وكيل الملك بالجديدة وعامل الإقليم، والتي تجمع في أغلبها على وجود خروقات وتجاوزات، قالوا بأنها طالت مشروع الربط الذي تشرف عليه جمعية سكان الغنادرة للتنمية، واتهم عدد من الموقعين على الشكايات الجمعية بالتلاعب في صفقات مع الشركة التي قامت بعملية إيصال الماء إلى المنازل، الأمر الذي تؤكده التسربات والإنقطاعات المتكررة للماء، و جاء في الشكاية الموجهة إلى العامل أن الجمعية لم تؤد فاتورة الماء للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب وهو الآن مهدد بالإنقطاع من طرف هذا الأخير، علما أن السكان أدوا للجمعية رصيدا احتياطيا يقارب 200 ألف درهم، وطالب السكان كذلك بضرورة إيفاد لجنة لفتح تحقيق في مشروع تزويد ساكنة دوار الأشهب بالماء الصالح للشرب. وبالمقابل، قال رئيس جمعية سكان الغنادرة للتنمية أحمد بوازير إنه استقال من الجمعية منذ شهر غشت المنصرم بسبب خلافات داخل الجمعية التي تريد تسليم مشروع تسيير توزيع الماء بالدوار للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب لأن الجمعية لا تتوفر على المؤهلات التقنية والوسائل اللوجيستيكية لتسييره، في الوقت الذي يتشبث بعض الأعضاء بالتسيير، وبخصوص المشروع قال المتحدث نفسه في تصريح لـالتجديد أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب هو التي أشرف على كل ماهو تقني بشراكة مع الجمعية والجماعة، أما موضوع السقاية، فنفى بوازير إغلاقها، وقال بأن مدخولها أصبح ضعيفا، بعدما استفادت قرابة 90 في المائة من الساكنة من شبكة الماء وقال بأن 1300 درهم واجب الربط يمكن تقسيمه إلى أشطر حتى يستفيد الجميع، أما بخصوص عدم أداء فاتورة الدوار، فأوضح الرئيس المستقيل أنه ينتظر تجديد المكتب لتسليم العهدة إليه، إذ لا يمكنه توقيع شيك الفاتورة في هذا الوضع، مضيفا بأن الجمعية تتوفر على رصيد 240 ألف درهم.