هل يمكن الحديث عما يمكن تسميته في الوقت الراهن بالحجاب فوبيا أو الخوف من الحجاب مع اشتداد حملات التضييق على لباس المرأة؟ وهل الحجاب رمز ديني مثل باقي الرموز الدينية الأخرى كما تذهب إلى ذلك بعض الآراء؟ وهل هو فريضة سادسة كما يحلو لمنابر إعلامية علمانية وسمه للتشكيك في شرعيته الإسلامية؟ الحملات الإعلامية المنظمة للتهويل من شأن الحجاب، والجري المحموم لاستصدار إجراءات قانونية لحظره في دول غربية، اشتهرت بعلاقتها الطيبة مع المسلمين، يدعو إلى التأكيد على أن التخوف من الحجاب أمر واقع. إن اللباس الشرعي للمرأة المسلمة، أو ما يصطلح عليه بالحجاب، ثابت ولا يحتاج إلى كثير مزايدات، فهو فريضة الله على المرأة متى بلغت المحيض، وقد اتفقت على وجوبه جميع المذاهب الإسلامية بلا استثناء، وهو جزء من عبادة المسلمة لربها شأنه شأن سائر العبادات والشعائر الأخرى، وأن الله تعبد به المرأة المسلمة حيثما كانت، سواء أكانت داخل البلاد الإسلامية أم كانت خارجها. فالمسلمة المحجبة، وكما أشار إلى ذلك الداعية الإسلامي عمرو خالد منبر يمشي في الشوارع يدعو إلى الإسلام، فكان بدهيا أن تشن معارك لحصره في زوايا، وثنيه عن أداء رسالته ودعوته الصامتة. إلا أن ارتداء المرأة المسلمة لحجابها الشرعي يجب أن يكون مؤسسا على القناعة الشخصية والفهم دون أي إكراه أو إرغام، وبالمقابل فإنه لا يجوز بحال من الأحوال إجبار المرأة المسلمة على خلع حجابها في تعليمها أو عند استفادتها المشروعة من مرافق الدولة التي تعيش فيها، وفق مواثيق حقوق الإنسان الضامنة لحريتها في التعبير والتعبد وإظهار ذلك فرديا وجماعيا. في خضم هذا التدافع سطعت شموع توضح حقيقة ارتداء الحجاب الإسلامي، كان آخرها لقاء التجمع العالمي لحماية الحجاب الذي تسلح بقوانين الأنظمة الحقوقية والعلمانية للدفاع عن حقوق المسلمة في التعليم والإدارة وكافة المرافق العمومية الأخرى. في هذا الملف نقف على جانب من تحركات هذه الهيئة وآراء هيئات علمية في موضوع الحجاب فوبيا وتصريحات لممثلات عن العمل الجمعوي والحقوقي بالمغرب في الموضوع.